بحضور 4200 مندوب و50 ألف شخص من المؤيدين، بينهم بعض نجوم هوليود، وبحضور 15 ألف صحافي، انطلقت أمس الاثنين في دنفر، غرب الولاياتالمتحدةالأمريكية، في ملعب رياضي ضخم وقائع المؤتمر العام للحزب الديمقراطي الذي سيعلن رسميا باراك أوباما مرشحه إلى سباق الرئاسة نحو البيت الأبيض، وجوزف بيدن نائبا له، في مسعى من الديمقراطيين إلى دخول المكتب البيضوي في انتخابات 4 نوفمبر المقبل، الذي يحتله الجمهوريون منذ ثماني سنوات. المؤتمر يأتي بعد أزيد من عام من المنافسة الانتخابية الحادة بين حزب الفيل الذي يمثله الجمهوريون وحزب الحمار الذي يمثله الديمقراطيون، وفي ظل تقارب طفيف بين مرشحي الحزبين، إذ يظهر آخر استطلاع للرأي، نشرته «الوشنطن بوست»، تقدم باراك أوباما على منافسه الجمهوري جون ماكين بأربع نقاط فقط، إذ حاز أوباما 49 في المائة من نوايا التصويت مقابل 45 في المائة لغريمه. المؤتمر، الذي يحمل شعار «استعادة وحدة الحزب»، سبقته مظاهرات شعبية منددة بمآسي معتقل غوانتانامو في كوبا، نظمتها منظمة العفو الدولية ومجموعات يسارية أمريكية، طالب خلالها المتظاهرون بإنهاء النشاطات العسكرية الأمريكية خاصة والغربية عموما في العالم. وقامت السلطات الأمنية بنشر أعداد كبيرة من عناصرها في شوارع المدينة، ولاسيما في محيط مجمع «بيبسي سنتر» حيث يعقد المؤتمر. كما شهدت مدينة دنفر منذ الأحد الماضي تظاهرات مناهضة لأوباما بعضها جاء من معسكر الجمهوريين أو اليمين الديني أو مجموعات معارضة للإجهاض أو اليسار المتطرف الذي يؤاخذه على مواقفه المعتدلة جدا في حرب العراق. وقبيل موعد المؤتمر، حاول الفيل أن يسدد بعض الضربات الانتخابية إلى الحمار، إذ شن الجمهوريون حملة إعلامية على أوباما لتأجيج الخلاف داخل الحزب الديمقراطي، من خلال الدفاع عن هيلاري كلينتون التي تخلت عن ترشيحها لفائدته، بعدما فضل أوباما جوزيف بايدن، الخبير في السياسة الخارجية، كنائب له. وقد أطلق مؤيدو المرشح الجمهوري ماكين فيلما دعائيا يهاجم أوباما بسبب ذلك الاختيار، يظهر فيه المعلق وهو يقول عن هيلاري كلينتون: «لقد نالت ملايين الأصوات، لكنها لم تحصل على ترشيح لمنصب نائب الرئيس، لماذا؟ لأنها قالت الحقيقة» حول ضعف أوباما.