إختلط الحابل بالنابل على كرتنا وزادت الأحداث التي عرفتها مباريات الدورة 21 لتخدش كبرياء كرتنا وتزيد من تعميق جراحها، فهي على قدر المشاكل التي نعاني منها والأورام التي يشكو منها جسدها، زادت الفتن التي كان أبطالها حكام ومسيرون ومدربون ولاعبون في الدورة الأخيرة، لترفع القناع مجددا على مدى التراجع الذي ضرب أطنابها والمنحذر الخطير الذي تسير عليه· سطوري هاته لن تكون إلا مثل بائع الورود في حي البساتين، لن توضح أكثر مما أظهرته شاشات التلفزة للقاصي والداني عن الجو المشحون الذي يسيطر على ملاعبنا والفوضى التي تعم المباريات، فإن كنا نحن أبناء هذه الأرض نرضى بما أوصله المسؤولون والقائمون عن الشأن الكروي المغربي بكرتنا، فإن ما يثير التقزز والأسى والحزن الصور المشينة التي تابعها العالم العربي، بل الأوروبي حول الأوضاع المزرية التي تدار فيها المباريات، حول الركل والضرب المتبادل، حول الإحتجاجات على طريقة مباريات الأحياء، مسؤولون يقفزون من المنصة ويطلقون العنان لكل أنواع السب والشتم، تقنيون يركبون هودج الإحتجاج وينسوا أن دورهم تربوي وتأطيري قبل أن يكون تقني، وحكام يمارسون نزواتهم بقرارات رعناء أقل ما يقال عنها أنها تنم على ضعف التكوين وكذا الإحترافية· نخجل كمغاربة لنا غيرة كبيرة على منتوجنا، نخجل من الصور المسيئة التي تبث نهاية كل أسبوع من سوء أحوال ملاعبنا وافتقارها لأبسط شروط الممارسة، الأكيد أن العيون التي تتابع منتوجنا الكروي عبر الفضائيات لن تصدق أن الأمر يتعلق بالمغرب، البلد السباق إلى العالمية والسباق إلى استشراف لاعبيه المجد الأوروبي، والبلد الذي تقدم أربع مرات لترشيح نفسه لتنظيم الحدث الكوني لكأس العالم، ليس هو البلد الذي أنجب نجوما عالمية صالت وجالت في مختلف الملاعب، والبلد الذي كان الأول عربيا وإفريقيا من تأهل إلى الدور الثاني في مونديال 1986، نعتز نحن بكل ما أنجزته الكرة المغربية قبل عقود، لكن هذه الإنجازات ما هي إلا ذكريات سنظل نبكي عليها مثل الأطلال، مثل الحلم الذي انقضى، لأننا اليوم وبعد أن تم نشر غسيلنا وفضحت الصور المشينة منتوجنا سيكون من العبث أن نتباهى اليوم بكرتنا أمام جيراننا، يوم بعد يوم نخسر المزيد من النقاط ونتراجع خطوات أخرى إلى الوراء·· الرد جاء سريعا عندما طلعت اللجنة التأديبية بالعقوبات في حق المشاغبين، وطبعا لن تكون هذه العقوبات إلا مجرد مساحيق مزيفة لتغطي وجه كرتنا البائس، ما دامت الإشكالية ليست في الزجر أو العقوبات أكانت قاسية أم لا، بل المشكل يكمن في المسار المخيف الذي جعل كرتنا تصل إلى ذات الوضع سواء على صعيد أجواء المنافسة وقرارات الحكام وطريقة الإحتجاجات، ناهيك عن التصريحات النارية التي تتهم بين الفينة والأخرى أشخاصا بعينهم بالتلاعب والمحسوبية·· هي صفعة أخرى أصابت كرتنا من ضمن الصفعات التي اعتدنا أن نتلقاها في الفترة الأخيرة، صفعة لن تزيد مسؤولينا إلا إغماء أمام العجز الواضح لانتشال الكرة المغربية من براثن المشاكل والهواية، فإلى متى سنظل مسخرة للآخرين ونحن نردد اللهم لا شماتة؟