خطوة جد مهمة تلك التي آثر جوزيف بلاتر نهجها في إطار انفتاح إمبراطورية الإتحاد الدولي لكرة القدم على مشارب العالم والدول المنضوية تحت لوائه، هذه المرة جاء بلاتر بالخبر السار بعظمة لسانه متوجها إلينا نحن العرب وهو الذي قلما يسعدنا بقراراته إلا ما جاء من كلام معسول ووعود كاذبة، عندما أكد خلال حضوره لفعاليات خليجي 19 بعمان، أن اللغة العربية ستصبح من بين اللغات الخمس على موقع الفيفا، سينقل هذا الموقع كل الأخبار والمواضيع وجديد هذا الجهاز والحوارات باللغة العربية، طبعا هذا ليس امتنان بلاتير، إذ في رأيي تبقى خطوة من المفروض أن تؤخذ بعين الإعتبار ما دام جهاز الإتحاد الدولي لكرة القدم هو من يسير منظومة الكرة العالمية وعشرات البلدان العربية تدبر أمورها تحت كنفه، وبالتالي كان من اللازم أن يأخذ الموقع الرسمي للفيفا بعين الإعتبار، هذه الخطوة في انتظار أن تطبق على أرض الواقع، ومع ذلك تبقى لها الكثير من الدلالات والمعاني أسماها هو الإحترام التام للغتنا وللجمهور العربي وكذا للرفع من درجة التواصل· خطوة أخرى مماثلة كان مهندسها القطري محمد بنهمام الذي ما أن جلس على كرسي رئاسة الإتحاد الأسيوي لكرة القدم حتى جعل اللغة العربية ضمن لغات الموقع الرسمي للإتحاد الأسيوي، وهي خطوة محسوبة لابن همام كرئيس عربي تقلد هذا المنصب وآمن بضرورة التواصل وفرض اللغة العربية على موقع الإتحاد الأسيوي· عندما يفكر جوزيف بلاتير في اللغة العربية ليضعها في الموقع الرسمي للفيفا، وعندما يطبقها محمد بنهمام على موقع الإتحاد الأسيوي، فالأكيد أن ذلك يحز في أنفسنا إلى درجة الخجل على الموقع الرسمي للجامعة الملكية لكرة القدم الذي يأبى إلا أن يتواصل عبر اللغة الفرنسية، لتجعلها لغة لا محيد عنها ، متناسيا أن لغتنا الأم هي اللغة العربية، بل هي أداة أساسية لتواصلنا، والغريب في الأمر أن المراسلات والبلاغات التي تأتي من الجامعة الملكية لكرة القدم بل كل الجامعات الوطنية تأبى إلا أن تخط سطورها باللغة الفرنسية· هي في الواقع بدعة تثير العديد من الإستغراب والتقزز، ما يدفعنا للتساؤل إن كانت لغتنا العربية لا تتماشى مع أهواء أصحاب القرار وأحكام العصر الحالي لمن يخطون البلاغات والمراسلات، وكذا ما ينشر على موقع الجامعة الملكية لكرة القدم من جديد وأخبار وهو الذي أصلا يبقى موقعا تقليديا يفتقد إلى المواكبة والتجديد· إن افتقد مسؤولنا للغيرة على اللغة العربية، وبينما يراهن بلاتير على جعلها إحدى لغاته الخمس على موقع الفيفا، فمن يدري قد يأتي اليوم الذي يفرض فيه الإتحاد الدولي لكرة القدم على مسؤولينا التواصل باللغة العربية على موقع الجامعة وعدم الإعتماد على الفرنسية مثلما سيفرض على الكرة المغربية تطبيق أسس الإحتراف بحذافيره، وقتها سيعلم بلاتير مسؤولينا كيف يحترمون ويعترفون بلغتهم الأم· متى تتكلم الجامعة عربي؟