زيد أخويا في مشهد مدهش لا يتكرر إلا نادرا، إمتلأت مقهى الدرب بأنصار الوداد والرجاء مجتمعين معا في مناسبة غير الديربي البيضاوي وغير الكلاسيكو الإسباني، ومثل ظاهرة كونية لا تحدث إلا كل مائة سنة شجّع الرجاويون بتوتر وحماس فريق الوداد الرياضي ضد المغرب الفاسي، فلم يسبق أن جذبت مباراة للوداد هذا الكم الهائل من الرجاويين الذين تقاسموا مع إخوانهم الوداديين الطاولات والمشروبات وحتى بعض النترات من السجائر، لقد كانوا على غير العادة طيبين جدا وهادئين يتمنون الخير للفريق الأحمر.. طبعا، هم لا يفعلون ذلك حبا في الوداد، فالوداديون عايقين بيهم كيضربوا غير على مصلحتهم، لدرجة أن النادل عُمار الودادي حين صرخ قبل بداية اللقاء يخاطب الوداديين: «الدراري، إيلا خسرات الواك هانية، حيت الماص هي اللي كيهمها الرباح»، قفز الباطرون ديالو مول القهوة الرجاوي من وْرا الكونطوار مفزوعا، وعانق الكارسون عناقا أبويا أبكى الحاضرين وهو يقول: «لا، أولدي عُمار، ما تقولش هاد الهضرة، خاص بوحمرون يربح باش يشارك حتى هو في العصبة العام الجاي». دابا الفّاسة اللي كيبغيوا الوداد، غادين يشجعوا الواك أو لا الماص؟ بلاتي، ملي الراجا كتلعب في الجديدة، الدكاليين إينا فرقة كيشجعوها؟ كيشجعوا الدفاع الجديدي. واسكت، خلينا نتفرجوا. تابع أنصار الوداد والرجاء مباراة الوداد والماص في انسجام كبير، كأن الذي يواجه الفاسيين ليس فريقا يحمل اللون الأحمر، بل الأحمر والأخضر معا.. فريق بيضاوي أشبه بمنتخب وطني استطاع أن يوحّد جمهورين طالما تبادلا الشتائم والشماتة، وقد كان صدى هتافات الجمهور الفاسي يصل إلى المشاهدين فيثير غضبهم، صحيح أن كلمات الهتاف لم تكن مسموعة تماما، لكن لحن الهتاف محفوظ عن ظهر قلب من فرط ما تكرر في مختلف الملاعب الوطنية بعيدا عن الدارالبيضاء.. كان القليلون من أنصار المغرب الفاسي في المدرجات يهتفون: «لا راجا لا وداد، كلشي ما مزيانيش»، مما زاد الوداديين والرجاويين إصرارا على الوحدة والتلاحم في مشهد رائع لا يمكنه أن يتكرر بسهولة، حتى أن مول القهوة الرجاوي اللي كان مولّف ديما نهار الماتشات ديال الوداد كيكلس مخبّي ورا الكونطوار، (زعما كيعمّر السودوكو ما مسوّقش للماتش وهو راه مرة مرة كيهز عينو في التلفزة مقوّس)، ظل أزيد من مائة دقيقة جالسا بالعلالي أمام التلفزيون وهو يصرخ: «زيد أخويا فابريس، زيد أخويا فابريس». واش كان كيقول: «زيد أخويا فابريس» أو لا «زيد أخويا لاربيط»؟ آش باغي تقول؟ وزعما شفْت لاربيط كان ودادي أكثر من الوداديين. على دوك القرارات ديالو، هاد لاربيط ما يكون غير رجاوي. نافذة «زيد أخويا فابريس» أو لا «زيد أخويا لاربيط»؟