شهيتنا مفتوحة للفوز بدوري أبطال العرب جمهور الوداد الأروع في البطولة الوطنية أحترم الزاكي ولا خلاف بيني وبينه لا يعشق غير لغة هز الشباك، قناص ثعلبي، يحسن فن المراوغة، يخترق الجلادين كالزئبق·· هشام جويعة المارد الأحمر، القادم من المجهول سرعان ما أصبح نجما بكل المقاييس، جائع دوما، لا يشبع إلا عندما يزور الشباك، يطير فرحا، فينزع قميصه بدون شعور، المهم بالنسبة له هو أن يحول مدرجات الشياطين الحمر إلى أعراس حمراء· في هذا الحوار نقتحم عالم هشام جويعة، نغوص في دواخله وندعوه إلى الجلوس فوق كرسي الإعتراف بعيدا عن الضغط النفسي، ماذا قال عن بادو الزاكي، وعن وداد الأمة ورهان الحلم الوطني والعربي؟ كيف يعيش هشام جويعة لحظة تسجيله لأي هدف؟ ولماذا غاب وظهر كالثعلب الذي ينقض على فريسته عندما يشعر بالجوع؟ تابعوا الرحلة مع نجم يحمل إسم هشام جويعة· المنتخب: لنبدأ الحديث من الديربي، كنت نجمه بامتياز، سجلت هدف الفوز، وتألقت كالعادة، ما هي انطباعاتك وأنت تقود الوداد إلى الفوز في الديربي الكلاسيكي؟ جويعة : بسم الله الرحمن الرحيم، ربما أنا أسعد لاعب الآن بحكم أنني استطعت تسجيل هدف الفوز في أكبر ديربي يعتبر الأبرز في البطولات العالمية، الحمد لله كان الوداد في قمة عطائه خلال هذا العرس الكبير الذي يستقطب أعدادا كبيرة من الجماهير سواء الودادية أو الرجاوية، لا أكتمك السر كوني عشت أجواء رائعة في هذه المباراة، بهذه الصورة الأروع التي تعطي النموذج الأمثل لكرة القدم الوطنية، كنت أتطلع إلى تسجيل هدف في هذا العرس الرياضي، كما سجلت سابقا، والحمد لله تأتى لي ذلك بدعم من جميع الزملاء الذين أحييهم على الإستماتة التي قدومها في هذه المباراة ويستحقون الفوز لأنهم كانوا في المستوى، والواقع إن أي لاعب مغربي يحلم بأن يكون حاضرا في هذا الديربي لطقوسه، ولإحتفاليته، ولمتابعته الإعلامية، وأنا سعيد جدا أن أكون مع الوداد· المنتخب: هل يمكن القول بأن الديربي بهذه الصورة يعطي نموذجا حقيقيا لكرة القدم الوطنية؟ جويعة: بطبيعة الحال، وسأكون معك صادقا، إن قلت أن الوداد والرجاء يشكلان قاطرة كرة القدم الوطنية بالنظر لتاريخهما الطويل وألقابهما ونجومهما وجمهورهما مع إعتذاري لكل الأندية الوطنية الأخرى، فأنا هنا لا أقلل من شأن أحد، ولكني أجد نفسي لأقول الحقيقة، لذلك يجب أخذ الديربي البيضاوي كنموذج حقيقي لما وصلت إليه الكرة الوطنية، وأكيد أن الذين تابعوا هذا الكلاسيكو خارج أرض الوطن سيقفون مندهشين للتنظيم ولمتعة أداء الفريقين، صراحة إن كرة القدم الوطنية يجب أن تفتخر بديربي البيضاء لأنه يعطي الجديد كل عام، ويشكل إنشغالات الجماهير أينما وجدت سواء داخل المغرب أو خارجه· المنتخب: أصبحت ملقبا >بفكاك الوحايل<، ماذا عن هذا اللقب؟ جويعة: أنا أعتز بأي لقب، لكن الفريق بأكمله هو فكاك الوحايل، لأن جميع اللاعبين يبذلون قصارى جهودهم في المباراة، طبعا هناك إستثناءات، إذ بإمكان أي لاعب مميز في الفريق وله من الإمكانيات ما تجعله يلفت الأنظار، وأعتقد أن كل لاعب داخل القلعة الحمراء يؤدي مهمته على أحسن وجه، وباعتباري كمهاجم المطلوب مني أن أسجل الأهداف، وبكل صراحة إذا لم أسجل في مباراة معينة أشعر بالحزن، أتمنى أن أسير في هذه الوثيرة حتى أسعد جماهير الوداد، وأكون خير سفير لفريقي الذي عشت معه أزهى الفترات وفزت معه ببعض الألقاب ستبقى حاضرة بقوة في وجداني، شكرا لكل جماهير الوداد العاشقة لكرة القدم، وأملي أن أسعدها في المباريات القادمة· المنتخب: كان البعض قد تحدث عن سوء تفاهم حاصل بينك وبين المدرب بادو الزاكي لمجرد وجودك في كرسي الإحتياط، هل هذا صحيح؟ جويعة : ليس صحيحا، أبدا لم يكن لي أي سوء تفاهم بيني وبين المدرب بادو الزاكي الذي أحترمه وأقدره، صحيح جلست كثيرا في كرسي الإحتياط، وهذه إختيارات المدرب الذي يرى إقحامي في الوقت المناسب، والحمد لله جاء الوقت وكنت في كامل الجاهزية، واستطعت أن أودي مهمتي بشكل جيد، لذلك فلم يكن هناك أي خلاف مع الزاكي، وأبدا لن أدخل معه في ذلك لسبب بسيط هو إحتراما لتاريخ هذا الرجل مع الكرة الوطنية والمنتخب الوطني، فأنا آخذه كقدوة باعتباره نجح في مشواره الكروي، وأريد كذلك أن أنجح في مسيرتي وأفيد الكرة المغربية التي مازالت بحاجة إلى سواعدها للإرتقاء بها أكثر· المنتخب: أنت الآن ترسم لون الفرح في البطولة ودوري أبطال العرب، ماذا عن المباراة النهائية التي ستجمعكم بنادي الترجي التونسي؟ جويعة : في الواقع ستكون مباراة قوية، بالنظر إلى قيمة الخصم وهو فريق قوي يلعب بطولة تونسية قوية، وكما فعلنا بالصفاقسي سنعيد الكرة مع الترجي في ظل الصحوة التي يعيشها فريق الوداد، الذي بإمكانه أن يسحق أي فريق الآن، خاصة في ظل المعنويات المرتفعة للاعبين وللإطار التقني، الواقع يجب أن نحسم المباراة في الذهاب بالدار البيضاء وأمام جمهورنا حتى ندافع عن نتيجتنا في الإياب، وجميع اللاعبين جاهزين لهذه المواجهة، ويريدون إهداء الجمهور المغربي هذا اللقب العربي الذي نستحقه صراحة، لأننا نتوفر على فريق كبير له من المقومات ما يكفي لكي يكون البطل العربي، فالوداد كان يستحق الفوز على الصفاقس فكسب بطاقة التأهل، واليوم سنعيد نفس السيناريو أمام الترجي إن شاء الله، واللاعبون يدركون جيدا المسؤولية الملقاة على عاتقهم من أجل الدفاع عن الكرة الوطنية· المنتخب: هل تعد بالتسجيل كذلك في هذه المباراة؟ جويعة : بطبيعة الحال، فشهيتي مفتوحة على الأهداف حاليا، وسأبذل قصارى جهودي من أجل إسعاد الجماهير المغربية في المباراة التي ستجمعنا بالترجي التونسي، أتمنى أن أكون >أون فورم< يوم المباراة· المنتخب: لك طريقة خاصة في الفرح، كلما سجلت هدفا، تنزع قميصك وتريد أن تحلق في الهواء؟ جويعة : لا أشعر ماذا أفعل عندما أسجل الهدف، المهم عندي هو إسعاد الجمهور الودادي الذي يستحق صراحة كل الثناء لأنه هو السند الحقيقي للاعبين، يدعمهم في السراء والضراء، جمهور حضاري يعطي المثل في التشجيع، فبالله عليك أمام كل هذا، ألا يمكن أن تطير فرحا، فحتى لو كلفتني حركتي الطرد المهم بالنسبة لي هو أن يكون الجمهور الودادي سعيدا بالنتيجة، من لا يفرح فهو إنسان جامد، ربما أكون الأسعد في تلك اللحظة· المنتخب: ما سر كل هذا التوهج والتألق، هل ملازمتك لكرسي الإحتياط طويلا جعلك تفرغ كل طاقتك بمجرد إعطائك الفرصة؟ جويعة : قد لا يكون الأمر هكذا، أنا أومن بالجاهزية، ربما أنا جاهز في هذه اللحظة بشكل جيد، لقد جاء الوقت لكي يبصم جويعة على موسم رائع، ويقود فريقه إلى مستويات كبيرة، أعتقد ليس هناك سر معين، فكل لاعب يتوفر على طاقة ويريد أن يفجرها في أي مباراة، الحمد لله أنا أتدرب >بالمعقول< ولا تهمني غير سعادة جمهور الوداد، وفرحة المسؤولين عن الفريق، لأن لنا جميعا رسالة يجب القيام بها على أحسن وجه· المنتخب: نعود إلى البطولة، هل مازلتم تطمحون إلى المنافسة على اللقب؟ جويعة: بالنسبة لي لا شيء حسم إلى حدود اللحظة، أمامنا أربع مباريات، سنبحث فيها عن الفوز وسندافع عن حظوظنا حتى آخر رمق، لأن الوداد صراحة يستحق الفوز بلقب البطولة الوطنية، بالنظر إلى هذا المستوى الذي وصل إليه مع المدرب بادو الزاكي الذي استطاع أن يهيء فريقا جيدا ومتكاملا يشكل نموذجا جيدا في البطولة الوطنية، المنافسة ستبقى قائمة إلى النهاية، ولنا الحق في الدفاع عن ذلك مادام أن الوداد تنقصه مباراة مؤجلة ضد جمعية سلا وسنبحث فيها عن الفوز لتقليص فارق النقط بين الرجاء هذا هو رهاننا، وهذه هي نوايانا، لأننا بصراحة قدمنا صورة جيدة في الأداء برفقة مدرب يشهد له الجميع بخبرته وتجربته وتمرسه واستطاع أن يضع الوداد في مرتبة مشرفة· المنتخب: ما هي الخلاصات التي خرجت بها حول هذا الموسم من البطولة الوطنية؟ جويعة: في الواقع بدأت البطولة تعرف تنافسية شديدة، وارتقى المستوى إلى ما هو أفضل، بدليل أن أداء اللاعبين تطور كثيرا، وهناك أندية استطاعت أن تهيكل بيتها بشكل جيد، ما يعني أننا دخلنا في مشروع التأهيل بصفة حقيقية، الآن يمكن أن نفتخر بمنتوجنا الكروي الذي مكن الجمهور المغربي من العودة إلى الملاعب الوطنية، فعندما تمتلئ مدرجات مركب محمد الخامس بالدار البيضاء عن كاملها فهذا في اعتقادي واحدة من النقط المهمة لتطوير الممارسة الكروية ببلادنا، وهناك أوراش كثيرة من المنتظر أن تعود بالنفع العميم على الممارسة الوطنية، كل هذه الأشياء أعطت دفعة كبيرة للبطولة الوطنية لكي تكون من ضمن أحسن الدوريات العربية، ففي كل موسم تزداد قوة البطولة، وأكيد أن الإحتراف سيعطي حافزا للاعبين ليبذلوا مجهودا مضاعفا·· نحن ننتظر سباقا مثيرا في آخر الموسم· المنتخب: نعود معك شيئا ما إلى الوراء·· كنت لاعبا في صفوف مجد المدينة، ماذا تحتفظ في ذاكرتك عندما فزت معه بكأس العرش؟ جويعة: بكل صراحة، هذه محطة كبيرة في مشواري الكروي، والواقع كان فريق مجد المدينة هو بداية التألق في منافسات كأس العرش، حيث عرفني كثيرا الجمهور المغربي، وكنت واحدا من أبرز لاعبي الفريق الذي كان يلعب في القسم الوطني الأول هواة، وفوزنا بكأس العرش كان سابقة في الممارسة بالمغرب، حيث فزنا على أندية كبيرة وكنا نستحق الفوز، والواقع أنني أحتفظ فقط بصور هذا الإنجاز الكبير لأني لم أستفد ماديا، ومع ذلك فالإتحاد أكبر من المال لأن الحدث له مدلوله الخاص، ومن مجد المدينة كان الإنتقال إلى الوداد البيضاوي على اعتبار أن الرئيس نصر الدين الدوبلالي كان هو المسؤول عن فريق مجد المدينة، ومرة أخرى لم أستفد شيئا·· المنتخب: هل تتطلع مرة أخرى إلى الفوز بالألقاب مع الوداد؟ جويعة: بطبيعة الحال، أنا أتطلع إلى التلذذ بلقب مع الوداد، خاصة في ظل الصحوة التي نعيشها مع المدرب بادو الزاكي، إن شاء الله سنبذل قصارى جهودنا من أجل الفوز بلقب دوري أبطال العرب، وكذلك كأس العرش، ثم لقب البطولة الذي مازال لم يحسم بعد، جميع مكونات الوداد معبأة لهذا الغرض، بحيث أن هذا الزمن هو زمن الوداد بامتياز، وحرام أن ننهي الموسم بلا لقب، أريد أن أحتفل مع زملائي على الأقل بلقب· المنتخب: ما هي الإضافات التي أضافها بادو الزاكي للوداد؟ جويعة: خبرة الزاكي كانت هي البصمة الواضحة في مسيرة الوداد هذا الموسم، كان بالإمكان أن نكون في وضعية جيدة لو أن التحكيم لم يظلمنا في بعض المباريات، الجميع يعرف التجربة التي يتوفر عليها بادو الزاكي سواء التي راكمها عندما كان لاعبا دوليا، ثم عندما تقلد مسؤولية تدريب المنتخب الوطني، صراحة إستطاع الزاكي أن يعيد الوداد إلى التوهج، وأصبح فريقا يضرب به المثل، بل نموذجا للفريق المحترف بكل ما في الكلمة من معنى، لقد تعلمنا الشيء الكثير من هذا المدرب، وكل إنضباط هو في صالح اللاعبين، لذلك أجدد مرة أخرى القول بأن لا خلاف بيني وبين الزاكي، أنا لاعب، إن كنت جاهزا فالمدرب سيعتمد علي، وإن لم أكن جاهزا فأكيد سأكون غائبا عن التشكيلة، أنا الآن في قمة عطائي ومن الطبيعي أن يعتمد علي الزاكي، هذا كل ما في الأمر، وهنا أود أن أنهي هذا الموضوع، فعلاقتي جيدة وطيبة مع المدرب بادو الزاكي· المنتخب: هناك متغير على مستوى الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، بحيث تم إنتخاب السيد علي الفاسي كرئيس جديد للجامعة، ما رأيك في هذا التغيير؟ جويعة: أولا مرحبا بالسيد علي الفاسي الفهري الرئيس الجديد للجامعة، وأكيد نحن كلاعبين وممارسين ننتظر منه الشيء الكثير للدفع بكرة القدم الوطنية إلى الأمام، خاصة عندما علمنا بوجود أوراش مهمة جاء بها الرئيس الجديد، نريد أن يستكمل الأوراش التي إنطلقنا فيها، وتدشين مرحلة الإحتراف الحقيقي، لأنه صراحة أمام هذا المستوى الذي أصبحت عليه البطولة الوطنية يجب أن نكون مؤهلين للعودة إلى الواجهة سواء عربيا أو إفريقيا على اعتبار أن كرة القدم الوطنية كانت السباقة إلى التألق على الواجهة الإفريقية والمغرب كان هو السباق أيضا إلى تقديم ملف إحتضان كأس العالم، ما يعني أن هناك عملا كبيرا ينتظر رئيس الجامعة، ونتمنى له كامل التوفيق في مهمته· المنتخب: لماذا لم تتحدث عن رغبتك في حمل القميص الوطني في كل فترات تألقك مع الوداد؟ جويعة: من عادتي لا أتحدث عن نفسي، أنا أترك الأمر للآخرين، بالنسبة لسؤالك فأنا أبذل قصارى جهودي من أجل أن أكون جاهزا، ورهن إشارة الكرة الوطنية، صحيح أنني حلمت في أكثر من مناسبة بحمل القميص الوطني، لكن الصلاحية تبقى للناخب الوطني الذي هو المسؤول عن إختياراته، وأنا رهن إشارة المنتخب المغربي·· المنتخب: ماذا تقول في كلمة ختامية؟ جويعة: أشكركم على هذه الإستضافة، وأملي أن يفوز الوداد البيضاوي بالألقاب التي أصبح قريبا منها، وأحيي جمهور الوداد لأنه صراحة جمهور أكثر من رائع، أملي أن أسعده كثيرا بأهدافي، كما أنني أتطلع إلى تسجيل الأهداف في المباراة النهائية ضد الترجي التونسي، وأسعد الوداديين، كما أغتنمها مناسبة لأحيي المكتب المسير لنادي الوداد الذي يوفر لنا جميع الإمكانيات والظروف، وكل الفعاليات الودادية التي تحمل العشق الودادي في قلوبها·· وهنيئا للدار البيضاء الكبرى بهذا الإحتفال الرائع· بطاقته جويعة الإسم: هشام جويعة الإزدياد: 30091981 بالبيضاء الطول: 1.67م الوزن: 69 كلغ مكان اللعب: مهاجم النادي الحالي: الوداد البيضاوي النادي الأصلي: مجد المدينة - مشواره: موسم 20042005: أولمبيك أسفي منذ سنة 2005 إلى الآن مع الوداد - ألقابه: البطولة سنة 2006 مع الوداد· كأس العرش سنة 2000 مع مجد المدينة· موسم 20032004 : الصعود مع مجد المدينة إلى المجموعة الثانية