بسبب ميولاته النقابية ودفاعه عن مطالب مجموعة من اللاعبين الشباب، أحيل اللاعب عبد العزيز أنيني على فريق مكتب التسويق والتصدير، رفض عبد العزيز الانتقال التأديبي، وقرر حمل قميص الرجاء البيضاوي ليواجه في منازلات عديدة أصدقاء الأمس. بالمقابل انتقل لاعب الرجاء عزالدين عبد الرفيع من الرجاء إلى الوداد في هجرة معكوسة، وتبين فيما بعد أن الرحيل ناتج عن خلاف مع عبد اللطيف السملالي، وزير الشبيبة والرياضة الأسبق، ليعود عزالدين إلى حبه الأصلي إذ سبق له أن حمل ألوان الوداد ضمن فئة الصغار. في سنة 1973 تغيرت ألوان أنيني وعز الدين، وتبين أن الجدار الفاصل بين الرجاء والوداد قابل للاختراق في لحظة غضب. أنيني: المسؤولون منحوني سيارة فيات132 مقابل توقيعي للرجاء - كيف انتقلت من الوداد إلى الرجاء؟ < لم أعلم بالسر الحقيقي للانتقال إلا في العام الماضي، حين استضافت قناة الرياضية قبل الديربي بوبكر جضاهيم المسؤول الودادي السابق وعبد اللطيف العسكي المسؤول الرجاوي، حيث صرح بوبكر بأنه كان وراء انتقالي من الوداد إلى الرجاء، وأنه لبى رغبة صديقه المعطي بوعبيد بحكم المصالح المشتركة بينهما. - ألم تكن تعلم بسر الانتقال؟ < كل ما أعرفه أن مسؤولي الوداد في عهد عبد الرزاق مكوار طلبوا مني الانتقال للعب في صفوف فريق مهني كان يمارس ضمن القسم الثاني وهو مكتب التسويق والتصدير، الذي كان مكوار مديره العام، لكنني رفضت الانتقال لأنهم حاولوا أن يقنعونني بأن انتقالي هو من أجل تأمين منصب شغل في الشركة، لكن الحقيقة أنهم كانوا يودون إبعادي عن محيط الوداد بعدما شعروا بأنني أشكل خطرا من شدة دفاعي عن اللاعبين الشباب وميولاتي النقابية. - هل وجدت ترحيبا من طرف الرجاويين؟ < كان المرحوم الخميري هو مدرب الرجاء البيضاوي ولقد رحب بي لأن المدرب السابق طاشكوف كان دائما يطلب من المسؤولين انتداب مدافع أوسط من قيمة أنيني، وكان يردد لو كان لي قلب دفاع من طينة الدفاع الودادي لما انهزم، لكن قبل أن التحق بملعب الرجاء سمع الرجاويون بأمر الانتقال، فزاروني في منزلي مرحبين بي وكان من بين الحاضرين بيتشو وبينيني وبتي عمر وغاندي وبرفقتهم بعض المسيرين كالمرحوم بوعلام والوزاني ولمسيوي. - كيف كان شعورك وأنت تحمل القميص الأخضر بعد أن كنت عميدا للأحمر؟ < قبل أن أخوض أي مباراة وجدت في الحصص التدريبية ترحيبا من طرف الجماهير، وفي المباريات الأولى حققنا انتصارا تلو الآخر مما أغضب جمهور الوداد وأنعش الرجاويين، علما أنه منذ الوهلة الأولى أصبحت أساسيا في تشكيلة الرجاء كمدافع أوسط بدلا من حميمو والجديدي، هذا في الوقت الذي لم يكن فيه كرسي الاحتياط قد دخل حيز التنفيذ. كما أنني سجلت في أول مباراة ضد شباب المحمدية هدفا خرافيا. - ما هي القيمة المالية لصفقة الانتقال؟ < لم أشترط مبالغ مالية ضخمة، فقط طالبت بسيارة جديدة وكان المسؤولون الرجاويون عند وعدهم، حيث منحوني مفاتيح سيارة من نوع فيات 132 كانت قيمتها المالية في تلك الفترة 12 ألف درهم، كما أن الأستاذ السملالي قد قام بتشغيل شقيقتي في مكتب المحاماة. اللاعب السابق لم يكن همه المال إطلاقا بل كان يلعب حبا في الكرة. - كيف كان رد فعل جمهور الوداد على الانتقال؟ < لم يقبل طبعا، لأنه كان من الصعب على لاعب ودادي أو رجاوي اتخاذ قرار مماثل، لقد تعرضت للشتم وكانت بعض المكالمات الهاتفية عبر هاتف منزلنا مليئة باللوم. - انتقال عزالدين في نفس الوقت إلى الوداد حول الصفقة إلى مقايضة؟ < حين كثر الجدل حول الصفقة قرر مسؤولو الرجاء جبر الخواطر، بالموافقة على انتقال اللاعب عزالدين من الرجاء إلى الوداد إضافة إلى الحارس كبير. - ما هو شعورك وأنت تخوض أول مباراة ضد الوداد؟ < رفضت اللعب ضد الوداد في أول مواجهة بين الفريقين، وفي مباراة الإياب لعبت ضد زملاء الأمس، لكن صدقني لا أحد يمكن أن ينزع عني عشقي للوداد. - بعد الرجاء انتقلت إلى الخميسات كيف؟ < انتقلت للعب للاتحاد الزموري للخميسات، بناء على رغبة من الطبيب الخاص للملك الحسن الثاني إدريس عرشان، لأن شقيقه كان يشتغل إلى جانبي في مكتب الكهرباء حيث أشتغلت كإطار من الدرجة ألف. عزالدين: انتقالي من الرجاء إلى الوداد مجرد عودة إلى الأصل - كيف تمت المقايضة بينك وبين أنيني؟ < كنت في خلاف مع عبد اللطيف السملالي رحمه الله، بسبب منحة حيث رفضت مرافقة الفريق إلى سيدي قاسم إلا بعد توصلي بمنحة قدرها 40 درهما، وفي نهاية الموسم اتخذ السملالي قرارا يقضي بإحالتي على الوداد مادام بوبكر جضاهيم كان يرغب في ضمي إلى الفريق الأحمر، القرار زكاه آنذاك المعطي بوعبيد والمدرب طاشكوف. - هل تقبلت هذا القرار؟ < نعم لأن العملية فيها نوع من التبادل بعد جلب عبد العزيز أنيني من الوداد لأن الفريق كان في حاجة إلى مدافع أوسط، بعد أن دب العياء في حميمو، تقبلت القرار لأنني سألبي أخيرا رغبة أبناء الحي الذي أنتمي إليه أي المدينة القديمة المعروفة بولائها للأحمر، قلت لهم إنها عودة إلى الحب الأول. - كنت وداديا إذن؟ < لعبت ضمن صغار الوداد البيضاوي منذ سنة 1962، حيث كنت أقضي فترة من الصيف في مخيم الكورنيش، وكان عبد القادر جلال والعربي بن مبارك رحمهما الله يؤطران الأطفال، وفي هذا الفضاء تم اكتشاف بيتشو وبينيني وأيضا تم استقطابي للوداد، وعمري 14 سنة حيث كانت لي مواهب خارقة في المراوغة. - وكيف انتقلت إلى الرجاء؟ < التحقت بتداريب فتيان الرجاء حيث كان حوالي 200 شاب يخضعون للاختبارات، كان حضوري فقط من أجل مرافقة أحد أبناء الحي، في ذلك اليوم لعبت أربع مباريات دون توقف فتقرر إلحاقي بالرجاء، خاصة وأن المدرب القدميري كان يعاين الحصص التدريبية فأعجب بأدائي وقرر التعجيل بانضمامي إلى الرجاء، في وقت كان فيه رموز الكرة كحمان والخالدي والروبيو وميلازو وبينيني وبيتشو. - إلى ذلك الحين كانت الأمور تسير بشكل جيد لكن كيف فكرت في الرحيل؟ رحل المدرب القدميري فتغير المناخ العام داخل الفريق، عاد الأب جيكو إلى تدريب الرجاء سنة 1968 وأصبحت خارج مفكرته دون أي مبرر معقول، علما أن تلك الفترة لم يكن نظام الاحتياطيين ساري المفعول، ومما زاد الطين بلة كما يقال هو إصرار المدرب على عدم إشراكي في العديد من المباريات الهامة، رغم أن الجميع كان يطالب بوضعي ضمن التشكيلة الرسمية، إلى جانب خلافي مع السملالي الذي أشرت إليه سابقا، لهذا فمقامي داخل الرجاء امتد لخمس سنوات فقط. - كيف كان شعورك وأنت تخوض أول مباراة بقميص الوداد؟ < من الصدف الغريبة أن أول مباراة للوداد كانت ضد الراك، وحين كنا نقوم بحركات تسخينية كنت أسمع تعليقات الجمهور الذي كان يعول علي، في نفس الدورة كان الرجاء يواجه شباب المحمدية في لقاء سجل فيه أنيني المنتقل من الوداد إلى الرجاء هدفا جميلا، لهذا كنت مطالبا بتأكيد أحقيتي بحمل قميص الوداد وتسجيل إصابة أرد بها على الرجاويين، وفعلا سجلت هدفا جميلا ، قارنه دانيال بيلار الصحفي الشهير بهدف قيصر أجاكس. - كم قضيت مع الوداد؟ < خمسة مواسم حققنا فيها ثلاثة ألقاب، كما أنني لعبت ضد الرجاء في أول مواجهة انتهت بالتعادل هدف في كل مرمى، وكانت آخر مباراة بقميص الوداد ضد شباب المحمدية في ملعب الأب جيكو. - كيف تحولت من لاعب كرة إلى موظف بهيئة الأممالمتحدة؟ < انتقلت إلى سويسرا للاحتراف في أحد الأندية المتوسطة، وفي جنيف كنت ألعب بين الفينة والأخرى مع فريق مكون من جالية عربية، ومن بين الفرق التي واجهناها فريق يمثل هيئة الأممالمتحدة، نلت إعجاب الرئيس وعرض علي الالتحاق بالفريق كلاعب أولا ثم كمدرب ولاعب في نفس الوقت، كما أنني نلت منصبا في المؤسسة قبل أن أطوي صفحة الكرة بسبب ألم في الركبة. ضحايا كلاسيكو الدارالبيضاء يستعيد عائلة المرحوم يوسف بلخوجة ذكرى أليمة كلما اقترب موعد المباراة الكلاسيكية بين الوداد والرجاء، ففي 29 شتنبر من سنة 2001 وتحديدا في نصف نهائي كأس العرش، توقف نبض اللاعب الودادي القادم من القنيطرة، وعلى أرضية المركب الرياضي سقط صريعا، قبل أن يلقى ربه في مصحة المغرب العربي أمام ذهول الجميع، تحول انتصار الوداد إلى نكبة حقيقية، وأصبح اسم بلخوجة مجرد ذكرى على مدرجات الملعب يحيل الوداديين على أكبر مأساة عرفها اللقاء الكلاسيكي. ووضع الديربي حدا لمسيرة العديد من اللاعبين، أبرزهم عبد الرفيع عز الدين الذي تعرض لإصابة بليغة على مستوى الركبة في مباراة بين الغريمين انتهت بالتعادل بهدف في كل مرمى. من سوء طالع عزالدين أن المدرب ماردارسيكو الناخب الوطني بلمجدوب كانا قد أعجبا به ودونا إسمه في مذكرتهما. بكى عز الدين حين تأكد له أن الإصابة ستكون خاتمة المشوار الكروي. وكانت إصابة لاعب الرجاء البيضاوي الغاني منصاح بمثابة نهاية حقيقية لمسار هداف كبير، كان قدره المحتوم أن يصاب بكسر مزدوج على مستوى الساق أثناء ارتطامه بلاعب الوداد شعيب، في مباراة نصف نهائي كأس العرش سنة 1992، وانتهت بالتعادل لتعاد بعد يومين وتبتسم للخضر، لكن الابتسامة لم تتجاوز رقعة الملعب لأن منصاح كان يبكي من شدة الألم. ومن الصدف الغريبة أن يصاب لاعب الرجاء حسن الداودي في مباراة ديربي مغترب بالرباط في اصطدام مع منقاري كلفه غيابا عن الملاعب لمدة عام، كما أصيب لاعب الوداد يونس بلخضر في أول ديربي بالرباط ليغيب عن الميادين إلى نهاية الموسم الرياضي. سهيل يحكي عن 100 يوم في أحضان الرجاء يتذكر محمد سهيل اللاعب الدولي السابق حكاية انتقاله إلى الرجاء بكثير من الحسرة، يقول إنه ندم حين قرر عبور الضفة الأخرى، لكن للضرورة أحكام، يقول سهيل:«على بعد أربع ساعات من انتهاء فترة الانتقالات وقعت للرجاء، بعد أن كنت على وشك الانضمام لنادي اتحاد أماديرا البرتغالي، وحين عدت إلى المغرب لم أجد بدا من تلبية مقترح من زميلي عبد الرحيم الحمراوي ومجموعة من أصدقائي الرجاويين، كما أنني استشرت مكوار قبل الانتقال إلى الرجاء لأنه اقترح علي الالتحاق بوداد فاس الذي كان يمارس ضمن القسم الأول». في موسم 1989/1990 انضم سهيل إلى الرجاء، لكن مقامه بالبيت الأخضر لم يتجاوز مائة يوم، بعد أن حصل سوء تفاهم بينه وبين عبد اللطيف السملالي الذي قرر إبعاده عن الفريق. يقول سهيل:«قررت أنا وصديقي رضوان حجري عدم اللعب مع الرجاء إلا بعد تسوية مشكل المستحقات المالية، ومن سوء الطالع أنه أثناء عودتنا سويا من الملعب التقينا السملالي أمام بيت المعطي بوعبيد، حينها توجه بالسؤال لحجري حول سر الرفض وذلك بنبرة تنم عن سلطوية، قلت له على الفور إنه من باب أولى تسوية مشكل المستحقات قبل طرح السؤال، لم يعجب ردي الوزير وقرر إبعادي عن الرجاء خاصة وأن تصريحا صحفيا قلت فيه إن الرياضة متعفنة لازال حاضرا في ذهن الوزير». رغم أن سهيل لعب ضد بوردو في واحدة من أشهر النزالات التي خاضها الخضر وساهم في فوز الرجاء على الكوكب المراكشي رغم أن سعدان أقحمه في مركز الدفاع الأوسط، إلا أن المدرب الجزائري كشف لسي محمد عن سر تهميشه وأكد له أن القرار من الجهات العليا للفريق. ذات ليلة حين كان فريق الرجاء يقيم معسكرا في الرباط حزم سهيل حقائبه وغادر المغرب صوب أوربا حينها كتبت الصحف المغربية محمد خرج ولم يعد، وحين عاد عبر عن حبه لجماهير الرجاء ولزملائه في الفريق دون أن ينفي ندمه على دخول التجربة. لاعبون ومدربون حملوا قميص الوداد والرجاء من الوداد إلى الرجاء عبد العزيز أنيني محمد الصحراوي محمد بكار (حارس) محمد التيباري مصطفى هيرس خليل عزمي مصطفى الغرشي محمد سهيل هشام مصباح جلال جبيل مصطفى وجيد من الرجاء إلى الوداد عز الدين عبد الرفيع عبد الله الزهر محمد المعروفي علي بن ديان (عليوات) مصطفى شكري (بيتشو) فهيم ميلازو عبد اللطيف بكار جواد الأندلسي جواد الشناوي فوزي القدميري عزيز خربوش عقبة نبيل عادل السراج زكرياء عبوب مصطفى بيضوضان مدربون دربوا الوداد والرجاء الحسن العفاني (الأب جيكو) قاسم قاسمي عبد القادر جلال عبد القادر لخميري عبد الحق القدميري عبد الرحمان بلمحجوب مصطفى البطاش طاشكوف إيفا يوري سيباستيان أوسكار فيلوني خوصي روماو