أي مصادفة أجمل من أن يحمل أول أيام فصل الربيع عناقا ورديا بإكليل الزهور الذ يضع في مزهريته أقحوان الوداد الأحمر القاني وياسمين الرجاء الأخضر. كباقة مهداة للأنصار مع مستهل فصل البهجة والطيبة وراحة الأنفس؟ ألا يستحق ديربي كورونا المنغلق على نفسه والمتقوقع ب «فيطو» الويكلو، مقدمة طللية وتحليلا يزاوج بين رونق السياق الزمني المفروض بالحاسوب الإسباني استثناء هذا الموسم. وبين جدية السرد الرقمي الإحصائي لما رافق حوارات القطبين فيما مضى؟ لكل هذا ذاك ندعوكم لقراءة في الديربي 129 المحمول على حقل ألغام لكسر شوكة المشروك من الأرقام و لربح الصدارة بترديد كل واحد منهما «نحن مثل الفريك من دون شريك»؟ كلاكيط «كورونا بيس» لثاني مرة مع ما نتوسمه ونأمله من الله سبحانه وتعالى ونحن في غرة هذه الأيام الفاضلة بزوال هذا الوباء، يحضر الديربي في زمن كورونا، وقد صادر الوباء بهجة الحضور وغلف المدرجات بوشاح الحزن والكآبة وليسيطر الويكلو ويغتال كاليغرافيا صناع الفرجة أصحاب الفضل فيما بلغته هذه المباراة من مدارج عالمية ترتتيبا وتصنيفا. كان الكلاكيط الأول في إياب الموسم المنصرم، ولكم أن تذكروا وإن نسيتم نذكركم بالرواية، لما تقابل الفريقان وقد استأنفت البطولة مثلما تستأنف الحروب أوزارها، والموسم على بعد 5 دورات لا غير من كتابة المشهد الختامي إلا أن ما حملته تلك المباراة التي تزامنت حينها مع وحشة الفيروس وسيطرته على أرجاء العالم، ومنها بلادنا بطبيعة الحال، إضافة لجدل مباراة الدفاع الجديدي الذي سبق القمة، قادنا لمتابعة ديربي رتيب صفري النتية والإيقاع وهزيل المحتوى وقد كانت النقطة المتحصل عليها في زمن حضر التجوال، أشبه بمهدئ للتوتر الذي سبق تلك القمة. الديربي البديع في الربيع هذه المرة الأمر مختلف، الديربي سيلعب في الربيع وليس مثلما حدث إيابا، وسيلعب عصرا إن شاء الله و ليس ليلا، وسيلعب ذهابا ولن يكون على درجة عالية من الحسم، وسيلعب والفريقان في القمة وكلاهما في الصدارة وبجداول وأنهار متدفقة لصناع الفرجة ومواهب تواجدت في "الشان" وكانت حاسمة في حمل اللقب القاري للكرة المغربية. أي أشياء مطلوبة أكثر من هته كي يقدم لنا فرسان الوداد ونسور الرجاء مباراة تليق بالتتويج المحلي في الشان؟ وأي أشياء أكثر من تواجد 7 من صناع ذلك الإنجاد في قمة الأحد الكروية؟ وأي شيء أكبر من أن البنزرتي والسلامي يقبضان بالعناب على برد الصدارة منذ استهلال الموسم، ليتحفاننا بمعزوفة تكرر ما نشدته سعاد حسني في أغنيتها الشهيرة «الدنيا ربيع والجو بديع قفل لي على كل المواضيع»، وإذا حدث العكس سيكون ذلك محبطا بالفعل لنا جميعا. لفرسان الشيخ غاية خلافا لموسمه الصفري وقد مر الوداد بمحاذاة اللقب بسبب نزف النقاط الذي تواصل في أكثر من محطة، وهو يخسر الدرع لفائدة غريمه بنقطة واحدة، ولو تعادل معه ذهابا مثلا أو فاز إيابا لتوج، لكل هذا يدرك البنزرتي أن طريق اللقب يمر قهر المنافس المباشر، فما بالك أن كان هذا المنافس غريم تقليدي والمحطة محطة ديربي؟ البنزرتي مؤمن وهو المستقبل أن غير الإنتصار للتحليق بالصدارة معناه ترك المنافس حيا، وتعقيد حسابات التتويج التي كانت سببا في عودته الثالثة لبنجلون. بل أن البنزرتي مؤمن أن الكوماندو المتوفر لديه حاليا يفوق قوة غريمه بالأسماء والتنوع الخصب والقيمة التسويقية، لذلك لا أعذار لديه إن لم يكرر انتصاره الذي كان قد هزم به الرجاء على عهد غاريدو في مراكش وتوج الفرسان أبطالا، وله في الحرس القديم والوافدين الجدد مثل اللافي ومسوفا والمودن، ما يعزز الخيارات ويثيرها لينجز المهمة، كما أن له غاية وهي إلحاق أول هزيمة بالرجاء لمعرفته الأثر المعنوي المدمر لهذه الخسارة على بقية مشوار النسور. ولنسور جمال مآرب مقابل حسابات البنزرتي، لا بد وأنه لجمال السلامي قراء ته للمحطة، فهو متصدر بالشراكة لكنه مدرك أنه للوداد مباراة أقل، ومؤمن مثلما حدث في الديربي العربي أن حسابات الذهاب والإياب فاصلة لرسم الفارق في نهاية المطاف في حال التساوي في النقاط، كما أنه يجد نفسه في الديربي وقد بلغ محطته بخانة عذراء على مستوى الهزائم كونه لم يخسر بعد. السلامي تحسر قبل المباراة وبث تصريحا دالا على واقع الحال بقوله «حنا ومانشستر سيتي اللي لعبنا 8 الماتشات ف 25 يوما»، وهذا غير مقبول منه، لأن الوداد خاض نفس القدر من المباريات و بتنقلات مكوكية قاريا، كما أن تكرار هذا القول لم يعد يفيد مع الحاسوب الإسباني الفارض للبرمجة دون جدال، ولأن السلامي صرح تصريحا مماثلا الموسم المنصرم وكسب به معرمة إعادة مباراة الدفاع الجديدي. السلامي عبأ كوماندو النسور وقد استعاد خدمات متولي ويأمل حضور الورفلي، كما يراهن على نجاعة مالانغو المتواجد حاليا في القمة، ليضرب خطط البنزرتي في الصفر ويواصل علامته المميزة ربانا للنسور في الديربي مثلما تدل عليه الأرقام وستطالعونها في هذا الملف. هو ديربي بجودة عالية، توابله مغرية وأرقامه قوية، فهل تنصفه بالإثارة الأقدام الذهبية «أبطال الشان»؟ البرنامج الزمان: الأحد 21 مارس 2021 المكان: مركب محمد الخامس بالدار البيضاء (س17) وضعيتهما في جدول الترتيب: الوداد البيضاوي: المركز 2 ب 19 النقطة (مع مباراة ناقطة) الرجاء البيضاوي: المركز 1 ب 19 نقطة