كلاكيت 114.. الكبار في أرقى حوار الوداد لتجاوز الأحزان والنسور لوضع الدرع في الميزان الفرسان في لقاء الكرامة لمنع الرجاء من ربح العلامة وصفات سرية وحروب علنية لمباراة إستثنائية
الموعد الكلاسيكي والكبير حل من جديد، وهذه المرة تختلف الأمور عن المرات السابقة بتواجد الفريقين على طرفي نقيض من حيث الإستقرار وطابع الهدوء المخيم على سماء الخضراء وعواصف الغضب التي ترخي سدولها على ضفة الوداد. الديربي الكبير يحضر من جديد بين الرجاء المتصدر والزاحف بثقة وثبات نحو اللقب رقم 11 والوداد الذي فرط في نقاط إستراتيجية كان من شأنها أن تضعه في رواق مثالي لقرع أجراس الخطر على مسامع فاخر في هذا الموعد الكبير. قراءة في فاصل الديربي وفي حظوظ الغريمين وفي أسرار الخطط وكيف يتأهبان للمباراة وملاحقة نقاطها والتي يرفع شعار "ممنوع الهزيمة" ويعلو فيها صوت القمة على سائر المواجهات. صراع أزلي يحييه الديربي بين الرجاء والوداد أو الوداد قبل الرجاء بحسب طبيعة وإسم الطرف المستضيف أكثر من حكاية ورواية، منها ما يعود لزمن ما بعد الإستقلال بفترة ومنها ما ساهمت في تأجيجه العقود القليلة المتآكلة، بفعل ذروة السجال والضجيج الذي يتعالى ويكبر كلما اقترب الموعد الكلاسيكي والإستثنائي. صراع زعامات وصراع أرقام تنكسر تحت أقدام لاعبين مروا من عرين الفريقين وصراع كسر الهيمنة وفرض الأمر الواقع على الطرف الآخر. هكذا تعايش الغريمان تحت سماء الدارالبيضاء وهكذا ظلا يصاقران بعضهما البعض في قمة المنافسة التي جعلت من الديربي البيضاوي واحدا من المباريات ذات النفحة العالمية التي فاق إشعاعها محيط المدينة الإقتصادية وزاد من شعبية القطبين. الديربي ليس مجرد مباراة عادية من ثلاث نقاط، هو لقاء تمتد شرارته وشظاياه أسابيع ولربما شهورا لما بعد صافرة النهاية وكثيرا ما أطاح بأسماء ورفع أخرى للعالي. الحساب يتجدد ديربي هذه السنة يضع الرجاء على مستوى أعلى من حيث الترشيحات والأفضلية ويمنح النسور الخضر هامشا أقوى للمنافسة على اللقب، بخلاف وضع الوداد المتأرجح والمتأزم والذي خنق حلم التتويج. لذلك هو ديربي الحسابات حيث يتطلع الفرسان الحمر لوضع العصا في عجلة الغريم الساعي للتتويج بلقبه رقم 11، ولو ينجح الوداد في فرملة الغريم وفي كبح جماحه سيكون فعلا قد تصالح مع مناصريه الغاضبين والناقمين على رفع اللاعبين لأقدامهم في مباريات كانت سهلة على الورق وفي المتناول. الحساب الموجود على الطاولة حاليا هو حساب لقاء نصف نهائي الكأس وحكاية الحكم التيازي وضجيج إحتجاج الوداديين، واستخلاص الفاتورة من طرف الوداد قد يصلح كثيرا من الهزات العنيفة التي تسببت فيها بدايته المرتعشة خلال الإياب وتراجعه الكبير أداءا ونتيجة. الرجاء يخطط للإحتفال بنقاطه 55 وابتعاده المريح في صدارة الترتيب بفارق 8 نقاط عن الجيش، يضع الرجاء في حسبانه أن بداية التغريد والتتويج باللقب تمر أساسا عبر مباراة الديربي وعبر اكتساح المنافس. النسور الخضر يدركون أن الجيش بإمكانه ضمان ست نقاط من مؤجلاه التي في الإنتظار، لذلك يخوضون الديربي وهم متأكدون أن أي غلطة ستكون بألف، والتفريط في المكسب سيمنح للجيش هامشا كي يحلم من جديد بملاحقة الرجاء. حلاوة الإنتصار الرجاوي تعطيه فرصة أكبر للإبتعاد بالصدارة في انتظار خوض مباراة الحسيمة بكثير من الإرتياح، لأنه كلما اقتربت البطولة من نهايتها وحافظ النسور على فارقهم المريح، إرتفعت الثقة و تضاعفت لحظوظ نيل أول لقب بعد النجمة الشهيرة والدخول الفعلي لمعترك المونديال الموعود. الوداد هيأ وصفة نسف الحلم الوداد حتى وإن كان يحتكم في رصيده على مؤجل مع الوداد الفاسي، إلا أن التراجع المريب والمخيف في نتائجه جعله محط أطماع الفرق التي تتربص بالصف الثالث وخاصة المغرب التطواني والمغرب الفاسي. الوداد ومعه الزاكي الذي فتح دفاتر إعترافاته بالقول أنه لن يلعب على لقب البطولة متأكد أنه حتى ولو فاز على الرجاء وبعدها الوداد الفاسي واكتسح باقي لقاءات البطولة، فإن مصير التتويج لم يعد ملكا ليديه. لذلك هيأ في سرية تامة وصفة رد الإعتبار أولا بعد ضربة الكأس لفرملة طموحات النسور وإرباك حساباتهم جولات قليلة قبل نهاية الموسم، وتأجيل مخططاتهم للتتويج الرسمي لما بعد هذه المباراة. الوداد سيكون أكثر راحة وأكثر تحررا من الضغوط، لأنه ينظر للديربي على أنه مباراة للتصحيح ومباراة للتدارك، بخلاف حسابات الغريم المتطلع للإقتراب أكثر من منصة البوديوم وجعل 3 نقاط هدفا أولا وأخيرا. لا تغتالوا الإحتفالية بتواجد كومندو بخبرة كبيرة وزبد ما هو موجود في البطولة، الفرجة على المستطيل الأخضر أكثر من مضمونة، بين لاعبي الوداد وأرمادتهم الإفريقية ومجموعة الرجاء التي تتطلع لمواصلة عزفها المنفرد على مستوى الريادة. بورزوق والصالحي والحافيظي مثلث الرعب الرجاوي في مواجهة أونداما ومويتيس وفتاح الزئبق السابق في صفوف النسور.. كل هؤلاء ينشدون هدفا واحدا وهو الظفر بغلة مباراة ليست كباقي اللقاءات الأخرى، وكل هؤلاء قد يتعطل إبداعهم في ظل التهديدات الصريحة لجماهير الوداد بمقاطعة الديربي إحتجاجا على أوضاع الفريق. إغتيال الإحتفالية من المدرجات سيجعل الديربي مباراة بلا ملح ولا طعم، وسيحكم عليها بفقد ميزة حملتها لمصاف المباريات العالية الجودة عالميا. الرجاء بعين إذن على وضع يديه أو يد واحدة على أقل تقدير على درع هو الأغلى عبر التاريخ، والوداد متحفز لجعل هذه المحطة انطلاقاته الحقيقية للخروج من متاهات الشك وسقطة أخرى تعني زلزالا بعشر درجات على سلم الفضيحة والمشاكل للفرسان الحمر.