كنت مكتئبا نفسيا·· سامح الله بعض الصحفيين فهم يروجون عني أكاذيب وإشاعات·· كاد الجمهور البيضاوي خلال الكلاسيكو الأخير الذي جمع الغريمين التقليديين عصر يوم الأحد الأخير بمركب محمد الخامس أن يعيش نفس مأساة وفاجعة الموت المفاجئ للمرحوم بلخوجة، عندما تهاوى الرجاوي الأسمر نبيل مسلوب مغمى عليه من غير أن يتم أي احتكاك بدني بينه وبين أي لاعب ودادي· صمت رهيب خيم على كل المدرجات في خضم حرارة المباراة عندما تسابق الدكتوران هيفتي وعتيق نحو مسلوب لتقديم الإسعافات الأولية الضرورية في حينها وقبل فوات الأوان حيث لن ينفع الندم· وفي هذا الإطار، ومحاولة منا للوقوف على الأسباب الكامنة وراء سقوط وغيبوبة وسط ميدان الرجاء اتصلنا باللاعب المعني بالأمر وأجرينا معه هذه الدرشة القصيرة· المنتخب: ما الذي حدث لك بالضبط نبيل؟ نبيل مسلوب: في البداية أشكر الدكتورين هيفتي وعتيق على تدخلهما السريع، كما أشكر كل اللاعبين وداديين ورجاويين وجمهور، أما بخصوص ما تعرضت له داخل الملعب، فقد كان بسبب الضغط النفسي والرغبة القوية والجامحة في الفوز خلال الديربي، وقد كنت على أتم إستعداد لخوض غمار هذه المباراة لأفاجأ بوضعي في كرسي البدلاء رغم أنني لعبت تقريبا كل المباريات كأساسي، وتبقى للسيد المدرب كل الصلاحيات لاختيار التشكيلة التي يراها قادرة على خوض المباراة، لكن، ازداد توتري وارتفع الضغط النفسي وأنا أتابع أطوار المباراة على دكة البدلاء، بل أنني لم أتمالك أعصابي في الكثير من المرات عندما أجد نفسي أصرخ في وجه زملائي معاتبا أو مشجعا لهم دون أن ألزم مكاني، خصوصا بعد استقبالنا للهدف وطرد الحكم الرويسي لمحمد أولحاج· وربما فطن المدرب روماو لحماسي ورغبتي الجامحة في اللعب، فتم إقحامي وعندما وجهت إلي البطاقة الصفراء للحد من تدخلاتي وتحركاتي داخل رقعة الملعب، فازداد توتري وأصبحت أشعر باختناق وصعوبة في عملية التنفس لأجد بعدها نفسي محاطا بالطبيبين وزملائي اللاعبين الوداديين والرجاويين· المنتخب: لم يسبق أن أغمي عليك من قبل وحدث لك نفس الإختناق وصعوبة التنفس؟ نبيل مسلوب: أبدا، سبق وأن سقطت طريح الفراش خلال الموسم الفارط نتيجة اكتئاب حاد، لكن ليس في الملعب، بل لمدة طويلة بالبيت، ووجدت كل العناية والرعاية سواء من المكتب المسير للرجاء أو من طرف أفراد أسرتي· لكن دعني أقل لك بأنني وبين الفينة والأخرى أتعرض لبعض الإتهامات المجانية من طرف بعض الصحافيين مع الأسف الشديد رغم أنني لم يصدر مني في حقهم أي تصرف غير مسؤول أو رفض لاستفساراتهم وتساؤلاتهم مهما كانت، وهذا سبب آخر ساهم بدوره في الضغط النفسي الذي عاينت منه طيلة الأسبوع· المنتخب: هل تذكر ما وقع لك لحظة السقوط؟ نبيل مسلوب: أبدا، لقد فقدت وعيي، لم أعد أذكر شيئا، إلا صوت صديقي اللويسي الذي كان يقرأ الشهادتين في أذني، ثم وأنا متوكئا على اللويسي وجريندو، وكان مؤثرا للغاية أن أحظى بكل ذلك الدعم الجماهيري وبتلك العناية التي حظيت بها من زملائي وأيضا من لاعبي الوداد، كان رائعا أن أخرج من الغيوبة على هذه الأشياء الرائعة والمؤثرة· شكرا لكم جميعا·· المنتخب: هل ستؤثر الهزيمة أمام الوداد على حظوظ الرجاء لنيل لقب البطولة؟ نبيل مسلوب: خسرنا مباراة لظروف بعينها، فقدنا ثلاث نقاط لن يكون لها تأثير على حظوظنا، سنعمل جاهدين في المباريات الأربع الأخيرة على جمع أكبر عدد من النقاط، والهزيمة أمام الوداد تحفزنا أكثر مما تحبطنا· ما يحز في النفس هو أن تكون البرمجة بهذا الأسلوب الذي لا يرضي أحدا، لا يعقل أن نلعب مباراة ونجلس أسبوعين اللياقة البدنية والتنافسية تتأثر كثيرا، إننا نفقد كل قدرة على ضبط الإيقاع، بخاصة عندما نكون على عتبة نهاية الموسم· ليثق جمهور الرجاء أننا معبؤون من أجل الظفر باللقب·