رسالة القرآن في الماضي ورسالته في كل عصر ونظرا لتوقف المد الإسلامي في عالم الفكر والمعرفة فترة من الزمن لعوامل داخلية وخارجية واستمرار الزحف العلمي في الغرب بعد ذلك ولا سيما في القرنين الأخيرين أصبح الكتاب الغربيون يعيروننا بأن نهضة العلم الحديث لم يساهم فيها المسلمون أدنى مساهمة وأنها لا تدين لهم بشيء كأن التعلم الحديث وقف على الغربيين وحدهم أو كأن المسلمين مسخوا فلم تعد لهم قدرة على خوض هذا المجال، وإن كان أولئك الكتاب أنفسهم تعترفون الآن بأن العلم قبل النهضة الغربية كان إسلاميا ومن العالم الإسلامي انتقل إلى الغرب، وقد أدى توقف العبقرية الإسلامية عن مواصلة الإنتاج والابتكار في هذا المضمار بالمحجوبين عن رسالة القرآن والجاهلين بها إلى أن أصبحوا يتساءلون فيما بينهم وبين أنفسهم أن لم يصارحوا غيرهم بذلك هل أن رسالة القرآن التي كانت مبعث الحضارة الإسلامية العالمية ومصدر الفكر العلمي الإسلامي خلال عدة قرون قد استنفدت أغراضها، ولم يعد لها من اللمعان والإشراق وقوة الدفع الخلاق ما يحرك العقول والأفكار وينير البصائر والأبصار؟ لذلك أصبح لزاما علينا أن نلقي الأضواء على رسالة القرآن الخالدة في مجال العلم والكون بوصفها جزءا لا يتجزأ من معجزة القرآن الباقية والمتجددة بما يناسب العصر في كل عصر، وأن نكشف الستار عما تحمله هذه الرسالة في ثناياها من عناصر القوة الذاتية وما تزخر به من طاقات حية تجعلها قادرة في كل وقت على الإلهام والتوجيه في مختلف الميادين الفكرية والعلمية بالإضافة إلى ما تتمتع به من حصانة ومناعة تجعلها قادرة على الصمود في وجه الزوابع والأمواج مهما كانت عاتية وفي ذلك تنبيه لعشاق الحق وأنصار الحقيقة إلى الدور العظيم الذي ينتظر أن تقوم به رسالة القرآن في هذه العصر المدعو هند كثير من الناس ب عصر العلم وفيما بعده من العصور لصالح الإسلام والمسلمين ومنفعة الناس أجمعين.. يتبع في العدد المقبل بحول الله تعالى..