النقابة المستقلة للصحافيين المغاربة من منا كمغاربة لايتطلع في أن يكون الوطن أكثر تحررا، وديموقرطية وتطورا ؟ ومن منا أيضا لا يريد أن يكون في الوطن نظاما ملكيا برلمانيا، يمارس فيه الشعب تدبير شؤونه بمؤسسات دستورية قوية ونزيهة ؟ ومن يكره أن تكون لنا دولة الحق والقانون، المكرسة لكل مطالب المغاربة في الديمقراطية الحقة، وفي التنمية المستدامة والعدالة الاجتماعية ..؟ لكن لا أحد يفكر أو يتخيل أن الطريق إلى ذلك يتم عبر سرقة هذه التطلعات الشعبية واستغلال تضحيات شرفاء الوطن في القوى الوطنية الحزبية والنقابية والمدنية، عبر التجييش والتجنيد الغير المنظم للجماهير في الشارع لتحقيق المصالح، وممارسة الابتزاز من دعوة شباب تظاهرة 20 فبراير، التي لا يختلف جميع المغاربة على ضرورة تحقيقها في أقرب الآجال، بواسطة الآليات والتدابير العقلانية والتنظيمية التي توجهها الأحزاب والنقابات والمجتمع المدني، وليس هذا الطابور الخامس من تجار الأزمات ولصوص ثورات واحتجاجات الجماهير الذين يعرفهم الجميع. إننا كفصيل ديموقراطي .. نقابي ومدني، منحازون حتى النخاع لحلم المغاربة في التغيير، وكما سطرنا ذلك في قانون النقابة المستقلة للصحافيين المغاربة، هذا التوجه الداعم والنضالي والديمقراطي والمستقل، لازلنا في إطار هذه التحولات المجتمعية التي تعيش عليها دول الشرق والغرب في عالمنا العربي، مصرين على الانخراط الواعي في جميع التحركات المجتمعية والوطنية، الهادفة إلى تمكين الوطن من شروط الارتقاء والتحرر والتنمية، بعيدا عن التحركات الغوغائية والمشبوهة، التي تفتقر إلى الدعم الجماهيري الحقيقي، تلك التي اعتدنا عليها من قبل هذه الأسماء، التي تتصيد في الماء العكر، وحتى إذا قبلنا بشرعية الحق في التظاهر، فان هذا لا يجب أن يكون بدعوى تنسيق مع شباب القوى النقابية والسياسية، التي تناضل من مواقفها من أجل كل مطالب الشعب في الحرية والديموقراطية والعدالة، ومحاربة الفساد والنظام الملكي البرلماني، وليسمح لنا منظمو تظاهرة 20 فبراير، من أننا على علم ووعي بطبيعة الأهداف من هذه التظاهرة، التي تريد أن تركب على نضالات الشعب المغربي لترجمة أجندة غير معروفة، وغير متوافق عليها مع الجميع. إذن حتى لايصادر حلم المغاربة في التغيير الديموقراطي والتنموي الحقيقي، نؤكد لمنظمي تظاهرة 20 فبراير، أننا واعون بخلفيات هذه التظاهرة وبأهداف المشاركين فيها، ونحمل مسؤولية الأخطاء والتجاوزات التي تنجم عنها للجهات التي دعت إليها. للتذكير فقط ، فإننا في النقاية المستقلة للصحافيين المغاربة، مع أي عمل نضالي منظم ومسؤول، وضد الذين يريدون استغلال الأحداث وتوظيفها لمصالحهم الفئوية والتنظيمية الضيقة، وإننا على استعداد للحوار حول كل قضايا المجتمع، بعيدا عن هذه النزعة الانفعالية والمغامرة، التي توجه تظاهرة شباب "الفايس بوك" الذي نقدره عاليا ونثمن تطلعاته المشروعة في التحولات الضرورية، التي يجب أن يعيشها الوطن من أجل نظام اقتصادي وسياسي أكثر عدلا وديموقراطية وتحررا، وأننا في النقابة المستقلة للصحافيين المغاربة، المنفتحة على عدة قضايا عبر الأنشطة الإشعاعية والتنويرية التي نقوم بها، مستعدون للعمل المشترك مع كل شرفاء الوطن، الذين يؤمنون بقيم المواطنة والحرية والديموقراطية والحداثة والعدالة في هذا الاتجاه، وأننا غير معنيون بالمبادرات التي لم يسمح لنا بالمشاركة في صياغتها وفي تنظيمها، وسنكون على استعداد لفضح من يتحركون في الاتجاه السلبي المضاد لرغبات شعبنا المشروعة والمسؤولة. حتى لانختم هذه الرؤيا، أو يؤول علينا في النقابة المستقلة للصحافيين المغاربة، حول التظاهرة وأهدافها، نؤكد لشباب "الفايس بوك" الوطني والواعي، أننا نشاطرهم هذه التطلعات، التي تساعد الوطن على التحول، وفي نفس الوقت، أننا متحفظون على من يريدون توظيف تظاهرتهم للوصول إلى ما يرغبون فيه على حسابهم وحساب جميع شرفاء الوطن، وأن مطالب الشباب الداعي للتظاهرة هي مطالب جميع المغاربة الذين لايريدون سرقة حلمهم في التغيير الديموقراطي الحقيقي. النقابة المستقلة