أظلمت السماء على حيينا البئيس ...حينا الذي يحمل كنية فقير في مدينة الميناء المتوسطي واوراش البناء العملاقة وفنادق الخمس نجوم ...عائلنا الوحيد سيارة حيوانية تحمل من الأسماء حمار ...هي كل ما نملك بعد رحلة هجران من بادية قهرها الجوع والقحط والجفاف إلى مدينة الشياطين... حرفة أسلافنا كانت رعاة غنم في قرن جبل ثم خرازا في سوق أسبوعي فصانعا للبردعة ...هل نحن سلالة المهمشين ؟ أليست هذه حرف المهمشين ؟قذفتنا الحافلة في رحلة آختلط فيها البيض بالدجاج بثغاء المعز وبنهيق الحمار حتى صرخ في وجهنا محصل التذاكر لقد حولنا حافلته إلى إسطبل متنقل !!! لما نزلنا على أول رصيف... أول لقب أطلق علينا كان هو جبليّ في طنجة ...إقترن الإسم بالسداجة ...الجبلي يحمل ملامح البراءة مثل طفل فهو نية لكن سرعان ما ينطبق عليه المثل القائل " الجبلي إلى تبلاد فحال البندير مجلاد " الجبلي المسكين والعربي والريفي إستقر بهم المقام بطنجة...تناسلوا وتناكحوا في كل مكان تراهم يسرقون بعضهم البعض ...الجبلي والعربي والريفي مجرد ضحايا لسياسة وتمثيلية سخيفة أو في أحسن الأحوال مجرد لصوص صغار أما اللصوص الكبار فهم اكثر براعة يتفرجون علينا من وراء ستار . الجبلي يفر من قذارة حيه المسمى بن صالح ُيمنٌي نفسه بأمل خادع وسراب كاذب ،يعتقد أن البولبيار مركز الكون لما قالها ذات مرة سخر منه القوم ،هل البوليبار مركز الكون ؟وماذا تكون حومة الحمير إذن ؟ قد تكون مجرد هامش بئيس وحقير يتحاشي الكثيرون الإنتماء إليه . الجبلي غيّر جلده عفوا مهنته باع حماره رأس ماله الوحيد وتحول لماسح أحذية يمسح قذارة المزيفين في شارع المكسيك وسور المعكازين بمقابل 5 دراهم لكل حذاء بشري !!! مع إلحاحه الشديد أنه اضحى رجلا مهما ينتمي لدار السي التهامي . الجبلي أيضا نسي قذفت الكار الأولى وأضحى يجلس كغيره في المتروبول وزاكورة يرتشف قهوة المساء وينظر للفتيات وهن يعرضن ممتلكاتهن بنشوة ويقول : - الله شكون يشبع من طنجة !!! الجبلي اكيد أنه ليس أنت ... -- الكاتب والصحفي