كشف آخر تقرير أنجزته لجنة الرقابة الدائمة على جهاز الاستخبارات البلجيكية أن المغربي عبد القادر بلعيرج، الملقب ب«إلياس» و«عبد الكريم» والمولود في مدينة الناظور والمتهم الرئيسي في قضية «الخلية الإرهابية»، تورط في ارتكاب 6 عمليات اغتيال سياسية في بلجيكا وعمليات إرهابية منذ عام 1988. وكشف التقرير أن بلعيرج اغتال في 20 يونيو من عام 1989 مسؤول الخزانة والأمن في السفارة السعودية في بروكسل سمير رسول، البالغ من العمر 24 سنة، بحجة فتور رد فعل السعودية على كتاب «آيات شيطانية» لمؤلفه سلمان رشدي. وأوضح التقرير كذلك أن ضحايا بلعيرج هم: راؤول سنهوب الذي لقي حتفه سنة 1988 اعتقادا من القاتل أنه يهودي، ومارسيل بيلل الذي قتل في سنة 1988 وهو شاذ جنسيا، وإمام مسجد في بروكسل اسمه عبد الله الأحدل، تم قتله في 29 مارس 1989، وذلك لإدانته فتوى إهدار دم سلمان رشدي، وسالم بحيري الذي قتل في نفس اليوم، حيث كان يشتغل مسؤولا بمكتبة المسجد، إضافة إلى رئيس مؤسسة يهودية يدعى جوزيف وايبر، والذي قتل في 3 أكتوبر 1989. وقال تقرير لجنة الرقابة الدائمة على جهاز الاستخبارات البلجيكية إن بلعيرج ارتكب كل هذه الاغتيالات بمسدس واحد عيار 7.65، وبطريقة إطلاق الرصاص على الرأس. وحسب مصادر مطلعة، فإن اللجنة قدمت تقريرها يوم أمس إلى مجلسي الشعب والشيوخ البلجيكيين لاتخاذ قرار واضح حول علم جهاز الاستخبارات بذلك. كما طالبت اللجنة بإعادة التحقيقات في الجرائم الست وعمليات إرهابية أخرى اتهم عبد القادر بلعيرج بارتكابها وتغاضت الاستخبارات البلجيكية عنها. وأشارت اللجنة المعروفة باسم «كومتيى 1»، في تقرير قدمته يوم أمس إلى البرلمان البلجيكي، إلى أن الاستخبارات كانت على علم بقيام عميلها السابق بلعيرج، المتهم بالإرهاب في المغرب، بالاتجار في السلاح وتهريبه من بلجيكا إلى دول أخرى، إضافة إلى علاقاته بعناصر إرهابية متطرفة، مضيفة أن هناك شبهات تحوم حول تغاضي الجهاز عن عمليات واتصالات وتحركات بلعيرج مقابل إمدادهم بمعلومات حول تحركات إسلاميين مشتبه بتورطهم في القيام بأعمال إرهابية والتعاون معهم في هذا الإطار. وتساءلت اللجنة حول مدى علم الاستخبارات البلجيكية بتورط بلعيرج في ارتكاب 6 اغتيالات سياسية ببلجيكا وعلاقته مع تنظيمات متطرفة. وطالب التقرير جهاز الاستخبارات البلجيكي بتقديم إجابات وافية حول معرفته بتلك المعلومات.