سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
التقرير السَّنوي لجهاز الاستِخْبارات المَدنية البلجيكية يُبرِئ عبد القادر بلْعِيرج قال إن المغرب لم يبرهن بما لا مجال فيه للشك على تورط بلعيرج في جرائم القتل الست ببلجيكا
في تطور غير مسبوق وغير متوقع للأحداث أعطى وزير العدل البلجيكي الجديد الضوء الأخضر لفتح علبة أسرار جهاز الاستخبارات المدنية البلجيكية المسمى «أمن الدولة»، عندما رخص له بإصدار تقرير سنوي عن أنشطته وأن يكون ذلك بشكل عمومي و متاح لأي مواطن بلجيكي أو غيره للإطلاع عليه في موقع الوزارة على الإنترنيت. وفي هذا الصدد قالت يومية «لوڤيف» البلجيكية إن تقرير جهاز أمن الدولة البلجيكي لم يرتق بعد إلى مستوى التقارير السنوية لأجهزة الاستخبارات الهولندية من حيث توفيرها لكم هائل من المعطيات والمعلومات السرية، لكن «يعتبره بالمقابل مرحلة تطور في أداء هذا الجهاز و نسقا قانونيا يبين بالملموس عمل الجواسيس والعملاء في بلجيكا». وكان ملفتا للانتباه، بالنسبة للرأي العام البلجيكي، الأهمية القصوى التي حظي بها ملف المغربي الحامل للجنسية البلجيكية عبد القادر بلعيرج، المعتقل و المدان في المغرب في قضايا جنائية ذات طابع إرهابي، في التقرير السنوي للاستخبارات البلجيكية، حيث لازالت الشبهات تحوم حول ارتباطاته الملتبسة كعميل محتمل سبق وأن اشتغل مع جهاز «أمن الدولة» البلجيكي «كمخبر ممتاز جنب بمعلوماته أعمالا إرهابية كانت ستقع فوق التراب الأوربي»، بحسب ما أوردته شبكة «إر تي إل» للأنباء البلجيكية. واستنادا إلى تقرير الاستخبارات المدنية البلجيكية، الذي يوجد في متناول العموم على الإنترنيت، فإن «العناصر التي قدمها المغرب على علاقة بملف عبد القادر بلعيرج، لم تمكن من الكشف بطريقة غير مشكوك فيها بوجود شبكة يتزعمها بلعيرج وتورط هذا الأخير في 6 جرائم قتل فوق التراب البلجيكي»، بحسب ما جاء في التقرير. من جانبها قالت اليومية البلجيكية الشهيرة «لا ليبر بيلجيك» بخصوص تطورات ملف عبد القادر بلعيرج على ضوء صدور أول تقرير سنوي في تاريخ الاستخبارات المدنية البلجيكية أن «الأحداث الأخيرة يمكن تصنيفها، من زاوية نظر بلجيكية، في إطار حملة تطهير سياسية، وأن كل شيء فيها يصلح لأن يكون طحينا في المطحنة». هذا و أجمعت وسائل الإعلام البلجيكية على احتراس الاستخبارات البلجيكية الشديد في اختيار الصيغ التي حرر بها التقرير السنوي الأول في تاريخها، ومن ذلك تجنبها كشف معطيات حساسة على علاقة بملفات الإسلاميين والتطرف والشيعة واليمين البلجيكي المتطرف، كما أن أغلب الصحف البلجيكية التي تناولت الموضوع عابت على تقرير الاستخبارات وقوعه في أخطاء إستراتيجية من بينها تصنيفه للجالية التركية كأهم جالية أجنبية مسلمة تعيش فوق التراب البلجيكي، في حين أن الحقائق تفيد وبالأرقام أن المغاربة هم أهم و أكبر جالية مسلمة أجنبية مؤثرة في المجتمع وفي الأحداث ببلجيكا.