قرر مجلس مدينة الرباط، في ساعة متأخرة من ليلة أول أمس الأربعاء، تفويت الأرض المسماة «بلفيدير» إلى طرف مؤهل، في إطار اتفاقية شراكة تتم صياغتها لاحقا وعرضها على أنظار المجلس للمصادقة عليها، حسب ما ورد في التوصيات الصادرة عن دورة المجلس. واشترط المجلس، الذي صادق بإجماع أعضائه على قرار تفويت أرض بلفيدير حفظ حقوق البلدية في هذا الإطار. وتبعا لذلك، قرر المجلس تشكيل لجنة يعهد إليها إيجاد الصيغة الكفيلة بتعويض البلدية عن هذا الرصيد العقاري، وكذا حفظ حقوق النوادي الرياضية التي تمارس نشاطها في الاستفادة من التجهيزات الرياضية. إلى ذلك، قرر المجلس تشكيل لجنة تتولى تتبع تفويت أرض بلفيدير ، وهي اللجنة التي تضم إداريين ومستشارين من مختلف التشكيلات الحزبية الممثلة في المجلس لصياغة دفتر تحملات يحدد حقوق البلدية. وفي هذا الإطار، قال رضا بنخلدون، عضو الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية ونائب عمدة الرباط، إن التصويت بالإجماع على قرار تفويت قطعة بلفيدير هو حل ديمقراطي ومعقول. وأضاف: «نحن كفريق للعدالة والتنمية أصدرنا بلاغا واضحا في هذا الإطار، وهو البلاغ الذي أشرنا فيه إلى أن التفويت يجب أن يكون مقابل تعويض عن الأرض المفوتة بأرض توازيها من حيث القيمة والأهمية، وكذا الحفاظ على مصالح جميع الفرق الرياضية ومصالح البلدية، كل هذا في إطار الشفافية والوضوح». وأشار نائب العمدة إلى أن أعضاء المجلس تقدموا بمجموعة من المقترحات قبل أن يتم التوصل إلى صيغة نهائية وافق عليها الجميع، والتي تنص على تشكيل لجنة لدراسة موضوع تعويض أرض بلفيدير بأرض أخرى. وذكرت بعض المصادر أن تعويض أرض بلفيدير سيكون بأرض تبلغ مساحتها 15 هكتارا في منطقة البستان. وفي هذا الإطار، قال عمر البحراوي، عمدة مدينة الرباط «إن هذا الأمر سابق لأوانه»، معبرا عن ارتياحه لانتهاء موضوع أثار «لغطا» كبيرا. وقال في هذا السياق: «أنا فخور لأن الأغلبية وكذلك جميع أحزاب المعارضة ومكونات المجلس وافقت على مشاريع مهمة ستمكن من تغيير السياسة الرياضية في البلاد ولاسيما في العاصمة الرباط». واعتبر البحراوي، الذي بدا مرتاحا لموافقة المجلس على قرار تفويت قطعة بلفيدير، أن هذا النوع من القرارات المتخذة هي قرارات جريئة، موضحا أن تفويت أرض بلفيدير سيكون مقابل أرض أخرى سيقدمها الطرف المستفيد، كما أن البلدية ستشترط إعادة بناء الملاعب الموجودة وتهييئها ومن ثم إعادة تسليمها إلى الفرق. وخلال دورة أول أمس، صادق المجلس بالإجماع على تفويت المركب الرياضي بحي النهضة، وعهد هذا الأمر أيضا إلى لجنة خاصة ستتولى إعداد دفتر تحملات وتقديم طلب عروض. وفي هذا الإطار، قال عمر البحراوي، عمدة الرباط:»لا أعتقد أن أحدا سينافس الفتح في الفوز بهذه الصفقة، لأن جميع مكونات المجلس ستدعم هذا الفريق الأصيل الذي يتولى رئاسته الشرفية الأمير مولاي رشيد». كما صادق المجلس بالإجماع على الحساب الإداري، بالإضافة إلى ثلاث نقط أخرى كانت مدرجة ضمن جدول أعمال الدورة التي استمرت إلى غاية الساعة الخامسة من صباح يوم الخميس.