رفض محمد عبد الجليل، المدير العام ل«مرسة المغرب»، مقترح «فابيو كاني»، رئيس موانئ العاصمة الإيطالية روما، بفتح خط بحري يربط بين ميناءي روما وطنجة المتوسطي لنقل البضائع والمسافرين، وقال محمد عبد الجليل: «في المغرب نحن منكبون الآن على استشراف استراتيجية للمستقبل، وبالتالي لايمكن، في الوقت الراهن، إبرام شراكة معكم لأن قطاع الموانئ في المغرب يشهد عدة تحولات». هذا، في الوقت الذي رأى فيه فابيو كاني، رئيس الموانئ الإيطالية، أن إقامة خط بحري جديد سيسهل عملية نقل البضائع والمسافرين، سيما بعد أن أصبحت الطرق لا تتحمل الكم الهائل من الشاحنات المحملة بالبضائع واقتراب منع السلطات الإسبانية لمرور الشاحنات على ترابها خلال عطلة نهاية الأسبوع. وأضاف «كاني» أن فتح خط بحري أصبح ضرورة ملحة لتنمية المبادلات التجارية بين البلدين اللذين يوفران عدة مؤهلات في قطاع الموانئ، وشدد المتحدث نفسه، في لقاء عقد أول أمس الثلاثاء بالبيضاء بين أعضاء الوفد الإيطالي، الذي يضم في عضويته مهنيي القطاع وممثلين عن المقاولات الإيطالية المشتغلة في قطاع الموانئ إضافة إلى ممثلين عن السلطة المحلية للعاصمة الإيطالية روما ونظرائهم المغاربة، على أن تنمية المبادلات تبقى رهينة بفتح قنوات للنقل. وفي سياق آخر، وردا على سؤال ل«المساء»، حول تأثير إنشاء ميناء طنجة المتوسطي على أنشطة باقي الموانئ المطلة على البحر الأبيض المتوسط، خاصة الإيطالية، قال «فابيو كاني»: «ميناء طنجة المتوسطي لا يشكل منافسا بالنسبة للموانئ الإيطالية، وإنما نقطة التقاء ومعبرا سيفرض ذاته في المنطقة»، مشيرا إلى «اهتمامهم بشكل جدي بهذا المشروع الذي سيساهم في تحقيق إقلاع اقتصادي حقيقي للمغرب». واعتبر المتحدث نفسه أن لميناء طنجة المتوسطي حظوظا وافرة للعب دور محوري في منطقة البحر الأبيض المتوسط، سيما للموقع الجغرافي المتميز الذي يحظى إضافة إلى الاستثمارات الكبرى من طرف شركات عالمية بثقتها، وشدد «كاني» على أن أنجع وسيلة لنقل البضائع هي البواخر، خاصة مع المشاكل البيئية بسبب ما تخلفه الشاحنات التي تنقل البضائع بين القارات، «إذن لا مجال للتفكير في طريقة أخرى غير البحر في نقل البضائع»، يضيف «كاني»، في حديثه مع «المساء». وبخصوص موقف المسؤولين المغاربة الرافض لمقترحه القاضي بإنشاء خط جديد يربط بين موانئ روما، التي تضم كل من سيفيتافيشيا وفيوميسينو وكاتا، وميناء طنجة المتوسطي، أكد «فابيو كاني» أنه ربما ليس هناك اتجاه نحو فتح هذا الخط، في الوقت الراهن، رغم ذلك لا يمكن إقفال باب الحوار مع نظرائنا المغاربة. يشار إلى أن اللقاء الذي عقد بأحد فنادق العاصمة الاقتصادية حضره من الجانب المغربي، مدير ميناء الدارالبيضاء محمد إغمي وعبد المولى رئيس كوماريت ومحمد عبد الجليل، المدير العام ل«مرسة المغرب»، إضافة إلى عدد من الفاعلين في قطاع الموانئ. وسبق للوفد الإيطالي أن التقى بالكاتب العام لوزارة النقل والتجهيز، وذلك قبل توجههم إلى ميناء طنجة المتوسطي حيث سيجرون سلسلة من اللقاءات مع عدد من المسؤولين هناك.