قضى رجال الشرطة القضائية بدائرة بوركون بالدارالبيضاء ليلة أول أمس الأربعاء في البحث والتحري، بعد توصلهم بخبر اختطاف شاب إيطالي وسط العاصمة الاقتصادية، كان يتأهب لصعود سيارته للخروج للعشاء مع ابنة أخت زوجته وأخيه الأصغر، حين هجم على سيارته أربعة أشخاص مجهولين وأشبعوه ضربا قبل أن يتركوا لكلبهم المدرب مهمة الانقضاض على ساقه اليمنى. وقد صرحت مصادر متطابقة من عين المكان أن الحادث «لا يتعلق بعملية اختطاف عادية»، الأمر الذي استدعى حضور أكثر من عشرة محققين مدنيين إلى الدائرة الأمنية لبوركون على الساعة الثانية صباحا، وإبلاغ كل الأجهزة السرية لولاية الدارالبيضاء الكبرى. مصادر مطلعة على التحقيق أكدت أن المختطفين «طلبوا فدية 10 آلاف درهم من أجل تسليم الرهينة الإيطالي»، فيما ذهب عنصر من الضابطة القضائية إلى القول: «إن الأمر يتعلق بعملية تصفية حسابات هي أكبر من مجرد اختطاف»، ويستطرد: «من المرجح أن الشاب الإيطالي قام بسرقة أموال المختطفين بعد أن وعدهم بمساعدتهم على مغادرة المغرب في اتجاه أوربا»، وتساءل المصدر نفسه: «كيف يمكن أن يتركوه بهذه السهولة ما داموا لم يتسلموا العشرة آلاف درهم؟». أخت زوجة المختطف كانت تردد بصوت خافت خارج قاعة التحقيق بأن الخاطفين «قد قاموا بالاتصال بها عدة مرات قبل ذلك وهددوها بأنهم قريبا سيقطعون جسد زوج أختها إربا»، وهي المعلومة التي لم تقلها أثناء التحقيق معها. مما يعني حسب مصدر آخر أن الأمر ربما «يتعلق بمافيا للحراكة بالدارالبيضاء تعمل مع الإيطالي وبسبب تعارض في المصالح قاموا باختطافه لتخويفه».