أمر وكيل الملك لدى المحكمة الابتدائية الجنائية بسلا، يوم الثلاثاء الأخير، باعتقال موظف بإصلاحية سلا في إطار تبعات جريمة القتل التي نفذها السجين حميد أجليل في حق نزيل آخر قبل حوالي ثلاثة أسابيع. وقد تمت متابعة الموظف المذكور بتهمة ترويج المخدرات في أوساط القاصرين والتقصير في الوظيفة. كما أمر وكيل الملك بمتابعة 12 سجينا بإصلاحية سلا بالمشاركة في تهمة القتل التي نفذها حميد المعروف ب»قريفة» مع سبق الإصرار والترصد. إلى ذلك، ذكرت بعض المصادر أن إدارة إصلاحية سلا قامت، بناء على تعليمات من وكيل الملك، بترحيل تسعة سجناء من سجن الأحداث بسلا، إلى سجن الزاكي بعدما وجهت إليهم تهمة تكوين عصابة إجرامية والمشاركة في جريمة القتل، التي كشفت تفاصيل مريعة عن حياة السجناء الأحداث داخل ما يطلق عليه «مركز التهذيب والإصلاح». وأضافت المصادر ذاتها أنه تم الاحتفاظ بثلاثة سجناء آخرين، وجهت إليهم التهمة نفسها، داخل الإصلاحية لحداثة سنهم الذي يتراوح ما بين 16 و17 سنة. واستنادا إلى بعض المصادر، فإن السجناء الثلاثة عشر، المتابعين في قضية القتل، حاولوا، خلال جلسة التحقيق ليوم الثلاثاء الأخير، أن يلفتوا انتباه قاضي التحقيق المكلف بالبحث في القضية إلى معاناة نزلاء الإصلاحية مع المخدرات والاستغلال الجنسي، متهمين عددا من الموظفين بالتورط في إدخال المخدرات وترويجها داخل سجن الأحداث، غير أن قاضي التحقيق، تقول ذات المصادر، أجبرهم على الاحتفاظ بكل هذه التصريحات إلى غاية جلسة يوم 19 مارس المقبل، والتركيز فقط على تفاصيل جريمة القتل التي هزت سجن الأحداث. وقال حميد «قريفة»، خلال تصريحاته أمام قاضي التحقيق، إنه لم يكن ينوي قتل الضحية، وإنما كان يريد إصابته بعاهة مستديمة على مستوى رجليه، استنادا إلى تعليمات بعض الموظفين داخل الإصلاحية الذين طلبوا منه ذلك بعدما عجزوا عن ضبط سلوكاته العداونية تجاههم وتجاه باقي السجناء، حسب زعمه. كما أكد باقي المتابعين الفكرة ذاتها، حيث صرحوا بأنه لم تكن لديهم نية قتل السجين موسى، وإنما إصابته بعاهة. كما ركز السجناء على حالة الفوضى والتسيب التي تعيشها الإصلاحية وتفشي المخدرات والاستغلال الجنسي والجريمة. وكانت إدارة إصلاحية سلا قد قامت بعزل السجناء ال13 الذين حضروا جريمة القتل في زنزانة واحدة، كما منعت خروجهم إلى الفسحة في الأوقات العادية التي يخرج فيها باقي السجناء، خاصة بعد احتدام الصراع بين عصابة السلاويين، التي ينتمي إليها القاتل وباقي شركائه، وعصابة الرباطيين، التي ينتمي إليها الهالك، وتوعد هذه الأخيرة بالانتقام لمقتل زعيمها.