فتح النائب الأول لوكيل الملك بالمحكمة الابتدائية بفاس صباح أول أمس تحقيقا حول صورتين تظهر سجينا بعين قادوس يرتدي الزي الرسمي لمسؤول بهذه المؤسسة السجنية. وكان أحد السجناء قد عمد يوم الخميس الماضي إلى إخراج «ألبوم» من الصور تتضمن «لقطات» وصفت بالمثيرة داخل السجن قبل أن تضبطه إدارة السجن وتأخذ منه هذه الصور ماعدا صورتين استطاع السجين «تهريبهما» إلى خارج السجن ووضعها رهن إشارة بعض الصحفيين بفاس. وطبقا للمصادر، فإن نائب وكيل الملك استمع إلى السجين الذي يظهر في الصورتين مرتديا الزي الرسمي لحارسه، كما استمع إلى الحارس نفسه وإلى مدير المؤسسة السجنية. وحسب المصادر، فقد أقر السجين عزيز الوكيلي بكون الصور أخذت له بمحض إرادته وبموافقة رئيس المعقل. وقال السجين في التحقيق معه إن الصور أخذت له بواسطة آلة كاميرا رقمية أتى بها موظف يعمل بالسجن من لدن عائلته وتمت إعادتها بمجرد انتهاء العمل بها. وأفادت مصادرنا بأن مسؤولين بإدارة السجن سارعوا صباح أول أمس إلى إزالة كل «الامتيازات» التي يتوفر عليها بعض السجناء داخل زنازينهم تحسبا لأي حملة مباغتة للتفتيش بعد «تهريب» هذه الصور. وكان السجين الذي ضبطت لديه هذه الصور يهم بمغادرة المؤسسة بعد قضائه سنتين و4 أشهر حبسا نافذا بتهمة حيازة المخدرات. وأوضح يوسف العلوي المعني ب«تهريب» هذه الصور من داخل المؤسسة، في تصريح صحفي، أنه كان يهم بمغادرة السجن حوالي الساعة التاسعة من صباح الخميس الماضي، حين خضع لتفتيش واكتشفت الصور الأربع في حقيبته. وتبرز صورتان اثنتان منها نزيلين بالعنبر رقم 2 في الحي الجديد بصدد احتساء الخمر وتقطيع قطعة من المخدرات، بينما تكشف الأخريان نزيلا بالسجن في وضعيتين مختلفتين وهو مرتد لباس موظف بالمؤسسة. وفي السياق ذاته، قال عزيز الوكيلي، وهو النزيل الذي يظهر وهو في كامل الغبطة بزي رئيس معقل، إن الصورتين أخذهما له الموظف نفسه منذ أكثر من شهرين. ونفى مصدر بإدارة السجن هذه الرواية، معتبرا أن السجين استغل نزع الموظف لبذلته للصلاة لأخذ صورتين بها. ويخوض هذا المعتقل، المحكوم عليه ب8 أشهر حبسا نافذا من قبل المحكمة الابتدائية بفاس بتهمة تتعلق بحيازة المخدرات والتي خفضت إلى 6 أشهر حبسا نافذا بعد استئناف الحكم، منذ الثلاثاء الماضي إضرابا مفتوحا عن الطعام احتجاجا على ما يعتبره إهانة له من قبل موظف بالسجن.