الرباط- علي آنوزلا وصفت مصادر إعلامية الأجواء المصاحبة لمفاوضات مانهاست بأنها «جد متشائمة»، وعزت ذلك إلى التصعيد في التصريحات بين الطرفين قبيل الدخول في التفاوض، ففي الوقت الذي كرر فيه ممثلو جبهة البوليساريو تهديداتهم باستئناف الحرب في حال فشل المفاوضات، قال وزير الخارجية، الطيب الفاسي الفهري، إن المغرب «عازم على التصدي لكل محاولة لخرق وقف إطلاق النار أو المس بوحدة مجموع أراضيه الصحراوية، وخاصة شرق الحزام الأمني». واستغرب الفهري، الذي كان يرد على تهديدات البوليساريو، كيف يمكن للجبهة أن «تدعي الانخراط بحسن نية في مسلسل المفاوضات، وفي نفس الوقت تعمل على مناهضته على مستوى الخارج وتعريضه لتهديدات متكررة بالعودة إلى حمل السلاح، والتحريض مباشرة على العنف، أو إفصاحها عن نيتها تغيير المعطيات على أرض الواقع، من خلال انتهاك روح ونص الاتفاقيات والترتيبات التي تم التوصل إليها، خصوصا ما يتعلق منها بوقف الأعمال العدوانية، يرافق ذلك التمسك بمواقف متصلبة ومنغلقة، مرتبطة بمخططات سابقة غير قابلة للتطبيق ومتجاوزة». وأضاف الوزير أن «المغرب يسجل بأسف وجود تباين واضح بين الدينامية التي أحدثها وهو يتوجه إلى المستقبل، بهدف تهدئة الوضع بالمنطقة والعمل على الاندماج المغاربي، وبين الإبقاء على الوضع القائم الذي اختارته كل من الجزائر والبوليساريو، وهو ما يعني تراجعا في منطقة الصحراء والساحل المعرضة لتهديدات مختلفة وحقيقية». وأشار إلى أن «الجزائر، وبعد أن ادعت لسنوات طوال أن قضية الصحراء لم تكن لها صلة بعلاقاتها الثنائية بالمغرب أو البناء المغاربي، تصرح اليوم عكس ذلك، بربطها القوي بين فتح الحدود وتطبيع العلاقات مع المملكة وبين شرط التسوية، على المستوى الدولي، للنزاع الإقليمي حول الصحراء المغربية». إلى ذلك، علمت «المساء» من مصدر مقرب من المفاوضات بمانهاست بأن أعضاء الوفدين الرسميين للطرفين، والمكونين من أربعة أعضاء بالنسبة إلى كل وفد، التقوا أمس لأول مرة في المكان المخصص لعقد الاجتماعات، وتناولوا طعام الغداء والعشاء في نفس المكان، وقضوا الليل به، وسيمكثون به طيلة فترة التفاوض، التي قررت الأممالمتحدة أن تجري هذه المرة في سرية تامة بعيدا عن أنظار وسائل الإعلام، ويحق لكل وفد أن يتصل بباقي أعضاء البعثة المرافقين له عن طريق عضوين لكل وفد، يخول لهما الدخول والخروج من مكان التفاوض حسب رغبة وفديهما الرسميين. وكان مقررا أن تبدأ أمس المفاوضات المباشرة بين الطرفين تحت رعاية الممثل الشخصي للأمم المتحدة، وسط أنباء أوردتها مصادر إعلامية عن إمكانية تغيير وتيرة التفاوض إذا لم تسفر هذه الجولة عن جديد لتسريعها.