أعلن وزير الشؤون الخارجية والتعاون الطيب الفاسي الفهري رفض المغرب أسلوب التسويف الذي تمارسه الأطراف الأخرى في مفاوضات مانهاست التي شهدت أربع جولات دون إحراز أي تقدم ، مؤكدا بهذا الخصوص أن اتجاه تحرك المغرب في الوقت الحالي هو «: عدم الذهاب الى جولة خامسة تكون بمثابة حوار طرشان» وأضاف الفاسي الفهري في مقابلة مع وكالة فرانس برس أن المغرب في المقابل مستعد لإيجاد «ظروف ملائمة لضمان نجاح الجولة الخامسة» استنادا إلى المقترح المغربي القاضي بمنح الأقاليم الصحراوية حكما ذاتيا ، الذي أوضح أنه«مجرد مبادرة وليس اتفاقا مفصلا يؤخذ أو يترك» وأنه «إطار لحل ... يمكن أن يخضع لمفاوضات حول وسائله». مضيفا أن «الحكم الذاتي اقتراح يتجه ... نحو التسوية والواقعية بالتوافق مع القرار الأخير لمجلس الأمن الدولي رقم 1813 » في الوقت الذي يصر البوليساريو والجزائر على التمسك بمخطط ثبت أنه غير واقعي وغير قابل للتطبيق، وتجاوزه مجلس الأمن الدولي في مختلف القرارات الصادرة عنه خلال السنوات الأخيرة وآخرها القر ار 1813 . ومعلوم أن القرار الأممي 1813 ، الذي صدر في نهاية أبريل 2008 ، شدد على ضرورة التحلي بالواقعية في إطار التوافق كسبيل وحيد لإيجاد حل سياسي لهذا النزاع المفتعل، محيلا بذلك على أهم ما جاء في خلاصات المبعوث الشخصي السابق للأمين العام الأممي، بيتر فان فالسوم، والذي أكد في آخر تقرير له إلى مجلس الأمن أن « استقلال الصحراء ليس خيارا واقعيا» وتأتي تصريحات الفاسي الفهري في الوقت الذي يستعد مجلس الأمن لمناقشة الملف نهاية أبريل القادم، الذي يتوافق مع انتهاء مهمة بعثة الأممالمتحدة إلى الصحراء، المينورسو، بالإضافة إلى التقرير المرتقب أن يتقدم به المبعوث الجديد إلى الصحراء، كريستوفر روس، الذي قام الشهر الماضي بأول جولة له في المنطقة. وكانت آخر جولة من مفاوضات مانهاست قد عقدت قبل سنة، مارس 2008، ولم يتحدد بعدها تاريخ انعقاد الجولة الخامسة، الذي يبقى رهينا بوجود إرادة حقيقية لدى البوليساريو والجزائر للتوصل إلى حل سياسي وتوافقي للنزاع المفتعل، الحل السياسي الذي يدعمه ويعمل من أجله المنتظم الدولي ومجلس الأمن. غير أن المواقف المعلنة عنها في الجزائر تغلق الباب أمام إمكانية الدخول في مفاوضات جادة. وفي هذا الإطار جاء في بلاغ للبوليساريو صدر بالجزائر العاصمة، رفض هذا الأخير التفاوض حول مبادرة الحكم الذاتي والتمسك بمقترح متجاوز، وذلك ردا على تصريحات الفاسي الفهري، وهي المواقف التي ستجعل مجلس الأمن عاجزا عن تحديد تاريخ جولة خامسة لمفاوضات مانهاست لتبقى معلقة حتى إشعار آخر.