يستعد عدد من المسؤولين وزعماء أحزاب مغاربة للقيام بزيارة إلى عواصم الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن، وذلك ابتداء من يوم الإثنين. وتستهدف هذه الزيارة شرح مواقف المغرب بخصوص التطورات الأخيرة للنزاع المفتعل حول الصحراء المغربية، وتوضيح الجهودات التي يقوم بها المغرب للتوصل إلى حل سياسي متوافق عليه، والتي توجت بمشروع الحكم الذاتي الذي تقدم به المغرب قبل سنتين ، الذي أدى إلى إطلاق مفاوضات مانهاست تحت رعاية مجلس الأمن. وفي هذا الإطار، سيقوم الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية ووزير العدل عبد الواحد الراضي بزيارة إلى لندن ، فيما سيزور الوزير الأول والأمين العام لحزب الاستقلال عباس الفاسي العاصمة الأمريكيةواشنطن ، كما تقرر أن يقوم مصطفى المنصوري رئيس التجمع الوطني للأحرار ورئيس مجلس النواب بزيارة إلى باريس والأمين العام للتقدم والاشتراكية ، اسماعيل العلوي إلى موسكو . وتأتي هذه الحملة الدبلوماسية على بعد أسابيع قليلة من اجتماع مجلس الأمن ، نهاية أبريل ، لمناقشة الملف ، وهو الموعد الذي يتوافق مع انتهاء مهمة بعثة الأممالمتحدة إلى الصحراء ، المينورسو ، كما يتوقع أن يقدم المبعوث الجديد إلى الصحراء ، كريستوفر روس، إلى هذا الاجتماع، تقريرا يتضمن الخلاصات التي توصل إليها في أعقاب الجولة الأولى التي قام بها الشهر الماضي إلى المنطقة بالإضافة إلى مدريد ، باريس وواشنطن . وإذا كان من المتوقع أن يصدر مجلس الأمن نهاية أبريل قرارا يتضمن تمديد مهمة المينورسو لستة أشهر أخرى ، فإن الاشكال الكبير الذي سيكون مطروحا هو ذلك المتعلق بمفاوضات مانهاست ، التي لم يتحدد بعد موعد جولتها الخامسة ، بعد سنة من انتهاء الجولة الرابعة . وقد ظهر من خلال التطورات التي شهدها الملف خلال الأشهر الأخيرة ، أن الأمر لا يتعلق بتحديد موعد الجولة الخامسة ، بقدر ما يتعلق بمضمون هذه المفاوضات ، وهل ستستمر على نفس المنوال الذي سارت عليه خلال أربع جولات، أم ستتطرق إلى كنه الموضوع بإرادة جادة وواضحة للتوصل إلى حل سياسي دائم . وكان المغرب قد أعلن أنه غير مستعد للذهاب إلى جولة خامسة تكون بمثابة « حوار طرشان» لا تفضي لأية نتيجة ، مشددا على أنه مستعد لبذل كافة الجهود لإيجاد «ظروف ملائمة لضمان نجاح الجولة الخامسة» استنادا إلى المقترح المغربي الذي يمهد الشروط لتسوية واقعية بالتوافق مع القرار الاخير لمجلس الامن الدولي رقم 1813 ، الصادر نهاية أبريل 2008 . ويبدو أن الحملة الدبلوماسية التي يستعد المغرب لإطلاقها يوم الإثنين ، تتجه نحو هذا الهدف : إيجاد ظروف ملائمة لضمان نجاح الجولة الخامسة من المفاوضات ، ووضع أعضاء مجلس الأمن في الصورة قبل اجتماع نهاية أبريل والرد على أسلوب التسويف الذي تمارسه الجزائر والبوليساريو، القائم على افتعال أزمات جانبية كلما اقترب موعد طرح الملف أمام أنظار مجلس الأمن ، إدراكا منهما أن الرأي السائد لدى الأطراف النافذة بالمنتظم الدولي ، يساند المواقف المغربية الجادة والواقعية . ويمكن في هذا الإطار قراءة الخرجات الإعلامية الأخيرة للبوليساريو ، بإيعاز من الجزائر ، سواء تعلق الأمر بالهجوم على وزيري خارجية فرنسا وإسبانيا ، كوشنير وموراتينوس ، أو تسريب تقرير بعثة البرلمان الأوروبي ، بدعم من بعض الأطراف الاسبانية المعروفة بمواقفها ضد المغرب ، وهو أسلوب خبره المغرب ويدرك أنه محاولة للهروب إلى الأمام لتفادي الموضوع الأساسي والجلوس إلى مائدة المفاوضات الجادة والجدية .