حقّق المغرب اختراقا جديدا في ملف وحدته الترابية داخل مجلس الأمن، بشكل لم يكن متوقعا، تمثل من جهة في التقرير الذي رفعه الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إلى مجلس الأمن، وثانيا في موقف الدول الأعضاء بالمجلس الذي أكدوا على أولوية المقترح المغربي المتمثل في الحكم الذاتي. فبينما أكد الطيب الفاسي الفهري أن الدول الأعضاء في مجلس الأمن مجمعة على التأكدي على أولوية وصواب المقترح المغربي للحكم الذاتي في الصحراء، بالنظر إلى طابعه الجدي وذي المصداقية. هاجم محمد عبد العزيز، زعيم البوليساريو، تقرير بان كي مون، واصفا إياه بأنه كان على درجة من التحيز والميوعة لصالح المقترح المغربي، متهما الأممالمتحدة بأنها غير جدية فيما يخص إيجاد حل سياسي للنزاع. وأكد الوزير في تصريح للصحافة في واشنطن، أن البلدان الأعضاء في مجلس الأمن تدعوا بالإجماع إلى مواصلة الجهود التي يقوم بها المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة ومسلسل المفاوضات، وعيا منها بالمخاطر التي تحدق بالأمن والاستقرار بالمنطقة حسب وكالة المغرب العربي للأنباء. وهي الدول نفسها التي بحسب الوزير المغربي على ضرورة إيجاد حل نهائي لهذا النزاع المفتعل حول مغربية الصحراء. وكان بان كي مون قد أقر أن المفاوضات غير المباشرة لم تحقق أي تقدم يذكر يمهد للجولة الخامسة من المفاوضات، في الوقت الذي أوصى بتمديد مهمة بعثة المينورسو في الصحراء إلى غاية 30 أبريل .2011 كما دعا أعضاء مجلس الأمن إلى حض المغرب والبوليساريو على التفاوض بحسن نية ومن دون شروط مسبقة، قصد التوصل إلى حل سياسي متوافق بشأنه. مضمون التقرير جسّد خيبة أمل كبرى للبوليساريو التي انتهت حملتها الدولية المكثفة حول حقوق الإنسان في الصحراء، من دون تحقيق الهدف المتمثل في توسيع صلاحيات بعثة المينورسو لتشمل مراقبة حقوق الإنسان، ومن ثم التأثير على صدقية المقترح المغربي بخصوص الحكم الذاتي لصالح تنظيم الاستفتاء، هذا الأخير كان قد وجّه له بيتر فان فالسوم، المبعوث الأممي السابق، ضربة مميتة، بتأكيده أن الاستفتاء بات خيار غير واقعي. الاختراق الجديد يعتبر من بين نقط عديدة حققتها الدبلوماسية المغربية، بدء من وصف مجلس الأمن المقترح المغربي بكونه جدي وذو مصداقية، ثم إقرار بيتر فان فالسوم بأن خيار الاستفتاء غير واقعي، ثم التحول الكبير الذي وقع في مواقف أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي خلال سنة فقط لصالح الموقف المغربي، وأخيرا تأكيد أعضاء مجلس الأمن بإجماع على أولوية وصوابية مقترح الحكم الذاتي حسب الفاسي الفهري، كل ذلك، قابله خيبات أمل كبرى للبوليساريو والجزائر، وهما يراقبان عن كثب حالات فرار متتالية لجماعات من المحتجزين من تندوف إلى المغرب، بلغ عددهم في أقل من شهر إلى 120 شخص. إسماعيل حمودي