أعلنت الأممالمتحدة، أمس الخميس، أن قضية الصحراء شكلت محور اللقاء، الذي انعقد بنيويورك بين الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ووفد مغربي، يضم الطيب الفاسي الفهري وزير الشؤون الخارجية والتعاون، ومحمد ياسين المنصوري المدير العام للدراسات والمستندات، اللذين كانا مرفوقين بالسفير الممثل الدائم للمملكة لدى الأممالمتحدة المصطفى ساهل. "" وفي بيان وزع على الصحافة عقب هذا اللقاء، الذي سلم خلاله الوفد المغربي للأمين العام للأمم المتحدة رسالة خطية من الملك محمد السادس، أبرزت الناطقة باسم بان كي مون، أن الاجتماع تناول قضية الصحراء، وكذا "الحاجة إلى تعاون إقليمي متزايد لمحاربة الإرهاب". وبعدما ذكرت بأن الأممالمتحدة "لا تتوفر لحد الآن على تفاصيل جديدة للإعلان عنها" حول هذه القضية، جدد المصدر ذاته التذكير بالتصريح الذي تم الإدلاء به يوم 18 يوليوز الجاري، والذي أكدت من خلاله الأممالمتحدة، على الخصوص، أن بيتر فان والسوم سيظل وسيط الأممالمتحدة في ملف الصحراء. وجددت الناطقة باسم بان كي مون التأكيد على أن "وضع فان والسوم لم يتغير. وسيظل المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة، وسيشارك في مسلسل التفكير الخاص بالمراحل المقبلة" من مسلسل المفاوضات. وأضافت أنه "بعد التقرير الأخير للأمين العام والعرض الأخير المقدم لمجلس الأمن، تقرر منح وقت للتفكير قبل الدعوة إلى جولة خامسة للمفاوضات". وكان ان الطيب الفاسي الفهري ومحمد ياسين المنصوري، قد سلما رسالة ملكية إلى الأمين العام للأمم المتحدة، تتناول بصفة أساسية التطور، الذي عرفته قضية الصحراء المغربية في إطار الأممالمتحدة. وذكر الوفد المغربي، بهذه المناسبة، بالزخم الذي خلقته المبادرة المغربية الخاصة بالحكم الذاتي، والتي بفضلها تم إطلاق مسلسل للمفاوضات بمانهاست منذ أبريل 2007 . من جهة أخرى، جدد مبعوثا الملك محمد السادس التأكيد على الالتزام القوي للمملكة للاستجابة لرغبة المجموعة الدولية في التوصل إلى حل سياسي نهائي لهذا النزاع الاقليمي. وأضافا أن مجلس الأمن كان قد دعا بالفعل، إلى تعميق المفاوضات بشكل جوهري على أساس التوافق والتحلي بالواقعية، وهي المبادئ التي قامت عليها المبادرة المغربية للحكم الذاتي في اطار السيادة الوطنية والوحدة الترابية للمغرب. يذكر أن الوسيط الأممي فان والسوم كان قد أكد في تقريره الأخير إلى مجلس الأمن، أن خيار استقلال الصحراء "ليس واقعيا" و"غير قابل للتحقيق". وأعرب مجلس الأمن عن دعمه لفان والسوم في هذه الرؤية الواقعية، وجدد ثقته فيه من خلال دعمه لالتزام الأمين العام ومبعوثه الشخصي بالعمل على إيجاد حل لقضية الصحراء، عبر مفاوضات معمقة، تسودها الواقعية وروح التوافق. يذكر أنه منذ يونيو2007 ، شاركت وفود من المغرب و(البوليساريو) والجزائر وموريتانيا في أربع جولات من المفاوضات بمانهاست ضاحية نيويورك، تحت إشراف الأممالمتحدة. وفي ختام الجولة الرابعة، التزمت الأطراف باستئناف المفاوضات في تاريخ سيتم تحديده باتفاق مشترك.