أكدت تقارير صادرة عن القطاع التربوي في الجزائر، وجود علاقة بين تدني نتائج التلاميذ الجزائريين دراسيا، والمنتخب الوطني لكرة القدم، وهي الظاهرة التي نشأت مباشرة بعد مباراة مصر. و أظهرت كشوفات امتحانات تلاميذ الفصل الأول لمرحلتي المتوسط والثانوي نتائج كارثية، أرجعها الأولياء والأساتذة على حد سواء إلى انشغال التلاميذ بشكل كبير بمتابعة مباريات «الخضر»، إلى جانب مشكل الإضراب الذي دام ثلاثة أسابيع. في الوقت الذي شهدت فيه مختلف المؤسسات التربوية، زوال الاثنين الماضي، غياب أعداد كبيرة من التلاميذ الذين فضلوا مشاهدة مباراة الفريق الجزائري ضد فريق مالاوي برسم أولى منافساته في كأس إفريقيا للأمم بأنغولا. و حذر شركاء القطاع التربوي، حسب جريدة الخبرالجزائرية، من مخاطر التساهل مع التلاميذ في ما يتعلق بمناصرة منتخب كرة القدم، على حساب التحصيل العلمي، خصوصا أن الموسم الدراسي الحالي قد ضاعت منه سبعة أسابيع على الأقل لأسباب متعددة. ويرى خالد أحمد، رئيس الاتحاد الوطني لجمعية أولياء التلاميذ، في تصريح للصحيفة الجزائرية أن «الوضعية خطيرة وتتطلب اهتماما من كل المعنيين سواء كانوا أولياء أو مسؤولين تربويين أو وزارة». وذهب المتحدث أبعد من ذلك عندما قال «نحن متخوفون من شبح السنة البيضاء، فلم يكفنا مشكل الانشغال بالمنتخب ومشكل الإضراب الذي دام حوالي ثلاثة أسابيع، وكذا مشكلة الأحوال الجوية وما يرتبط بها من عدم التحاق التلاميذ بالمدارس، فضلا عن تأخر انطلاق السنة الدراسية تزامنا مع شهر الصيام، لم يكف كل هذا حتى نتفاجأ بمشكل من نوع آخر يتعلق بعزوف التلاميذ عن الدراسة مقابل الجري وراء مباريات الخضر السابقة ضد فريق مصر ومبارياته لحساب البطولة الإفريقية». وقال مدير إحدى الإعداديات بغرب العاصمة، إن الأساتذة بمؤسسته يعيشون «صدمة» بسبب النتائج الكارثية التي حصل عليها التلاميذ. وقال المتحدث «تساءلنا عن السبب فوجدنا أن الإضراب كان أحد هذه الأسباب، لكن المشكل الكبير برأي الجميع هو انشغال التلاميذ بمتابعة أخبار الفريق الوطني. وأمام هذا المشكل طلبت منهم إجراء الفروض يوم إجراء المباريات حتى لا يحدث تغيب جماعي». وأشار مدير ثانوية، هو الآخر، إلى سلوكات جديدة طرأت على التلاميذ، منها «إقبال الذكور على ارتداء ملابس بألوان الفريق الجزائري، واستعمال البنات لأساور وأحزمة بألوان الخضر كذلك». ومع ذلك لم يكن اهتمام تلاميذ الإعدادي والثانوي بإنجازات «الخضر» ذي طبيعة سلبية فقط، يقول مدير ابتدائية في هذا الشأن «كنا نبذل جهودا كبيرة في جمع التلاميذ كل صباح لتحية العلم، لكن بعد النتائج المبهرة التي حققها الخضر لاحظنا إقبالا كبيرا على حب كل ما يرمز للوطن».