لم تستبعد مصادر استقلالية إمكانية حدوث تقارب بين حزبي علال الفاسي وعبد الكريم الخطيب في الأيام المقبلة، مشيرة إلى أن «التحالف أو التقارب مع حزب العدالة والتنمية هو مطلب لزهاء 80 في المائة من الاستقلاليين». وقالت المصادر الاستقلالية، تعليقا على اللقاء، الذي جمع الأسبوع الماضي عباس الفاسي، الأمين العام للحزب، وسعد العلمي، ومحمد السوسي، وشيبة ماء العينين أعضاء اللجنة التنفيذية لحزب الميزان، بكل من عبد الإله بنكيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، وسعد العثماني، رئيس مجلسه الوطني، ومصطفى الرميد ولحسن الداودي، عضوي الأمانة العامة، إنه «لقاء جاء في الوقت المناسب، خاصة في ظل التحركات التي يعرفها المشهد السياسي، خاصة بعد التعديل الحكومي الأخير»، مشيرة إلى أن الأيام المقبلة ستشهد استقبال الوزير الأول لقادة أحزاب أخرى في المعارضة الحالية. وفسرت المصادر، التي تحفظت على ذكر اسمها، عدم تحديد الفاسي لأي إطار في لقائه مع قادة الحزب الإسلامي أو جدول أعمال بأنه تصرف ينم عن «أنه تصرف ذكي، فهو استقبل حزبا معارضا في لقاء عادي لم يقدم فيه عرضا واضحا بخصوص إمكانية التقارب أوالتحالف، وبالمقابل، بعث برسالة واضحة إلى أحزاب في أغلبيته تهافتت على طلب ود العدالة والتنمية سابقا وهي الآن تولي وجهها شطر حزب الأصالة والمعاصرة». إلى ذلك، قال شيبا ماء العينين، عضو اللجنة التنفيذية لحزب الاستقلال، ردا على سؤال للجريدة حول إن كانت محاولة التقارب بين حزب الوزير الأول والعدالة والتنمية، هي بمثابة «رد على التقارب الحاصل بين حزب المهدي بنبركة و«الوافد الجديد»، على حد وصف الوزير الاتحادي إدريس لشكر، الذي كان يدافع بشراسة عن التحالف مع إخوان بنكيران «خلال اللقاء لم يتم الحديث عن أي تقارب أو حتى إعلان نوايا لهذا التقارب أو التحالف، ولم يكن لقاء للرد على التقارب بين الأصالة والمعاصرة والاتحاد الاشتراكي، فقد كان لقاؤنا بالإخوان في العدالة والتنمية عاديا وجاء بناء على طلب كان قد تقدموا به من قبل»، مضيفا في اتصال مع «المساء»: «أمر التحالف مع العدالة والتنمية غير مطروح حاليا بحكم أنهم يوجدون في المعارضة، فيما حزب الاستقلال يقود الأغلبية، لكن ذلك لا يعني استبعاد ذلك في المستقبل في حال تغير الأوضاع». من جهة أخرى، اعتبر عمر بندورو، أستاذ القانون الدستوري، أن التقارب بين الحزبين كان دائما ممكنا كما كان الأمر في سنة 2002 وسيبقى كذلك، بيد أن ما يتعين التساؤل بصدده هو: هل سيعطي هذا التقارب أو التحالف النتائج المتوخاة منه أم لا، خاصة في ظل استمرار استبعاد العدالة والتنمية من المشاركة في الحكومة؟ وأشار بندورو في تصريحات ل«المساء» إلى أنه في ظل الحديث عن تقارب بين الاتحاد الاشتراكي والأصالة والمعاصرة، وتقارب آخر بين الاستقلال والعدالة والتنمية، تبدو «الخريطة السياسية غير واضحة، والأمور مختلطة للحكم عن إمكانية حدوث تحالف بين الأحزاب المغربية».