خلف اللقاء المفاجئ، الذي جمع الوزير الأول عباس الفاسي، في اليوم الموالي للتعديل الحكومي، بأربعة من قياديي العدالة والتنمية العديد من التساؤلات وسط الحزب، خاصة وأن هذا اللقاء استمر لأكثر من ساعة ونصف بدون جدول أعمال. والمثير أكثر في هذا اللقاء، الذي طلبه عباس الفاسي قبل أسبوع من تاريخ التعديل الحكومي، أنه لم ينعقد بالإقامة الرسمية للوزارة الأولي، وإنما انعقد بمنزل عباس بحي السويسي بالرباط في غياب الوزير الاستقلالي سعد العلمي الذي كان قادة العدالة والتنمية يتوقعون حضوره إلى هذا اللقاء قبل أن يفاجؤوا بحضور شخصين آخرين من الحزب، هما شيبة ماء العينين ومحمد السوسي. مصدر مطلع كشف ل«المساء» أن لقاء عباس الفاسي مع قيادة العدالة والتنمية كان له جدول أعمال استثنائي بنقطة واحدة ترتبط ب»مدى استعداد حزب الإسلاميين للمشاركة في الحكومة»، غير أن الأمور، يقول مصدرنا، سارت عكس ما كان يتمناه عباس الفاسي عندما فوجئ بالتعديل الحكومي يوما واحدا قبل لقائه مع العدالة والتنمية. وهكذا اضطر عباس الفاسي إلى عقد هذا اللقاء بدون جدول أعمال، اكتفى فيه بالقول: «إن مهة وزير أول مهمة صعبة»، في إشارة إلى المأزق الذي وجد فيه نفسه بعد أن دخلت أحزاب أغلبيته في صراعات داخلية كان لها تاثير سلبي على الأداء الحكومي، وهو الأمر الذي لم يعد يخفيه عباس عندما قال في هذا اللقاء مع قياديي حزب العدالة والتنمية إنه لم يعد يجد «مخاطبا رسميا داخل حزب التجمع الوطني للأحرار بعد الخلاف الذي وقع بين مصطفى المنصوري وصلاح الدين مزوار». كما لم يفت عباس الفاسي أن يشير في هذا اللقاء إلى عدم رضاه عن المواقف التي يتخذها حزب «الأصالة والمعاصرة» من مشاريع الحكومة، ذلك أن تحركات هذا الحزب، حسب عباس، غير مفهومة، فلا هو معارض للحكومة ولا هو مساند لها.