في بلادنا ليس هناك فقط مغرب نافع وآخر غير نافع، بل أيضا هناك مناطق يسود فيها القانون، وأخرى منطق الغاب. وما حدث مساء أول أمس الأربعاء في ملعب سانية الرمل، يؤكد أن الدستور يمكن أن يتجاوزه رجل مثل أبرون. هذا الرجل الذي هدد، ونفذ وعيده. كل القصة، كما حدثت، لا تستحق أكثر من سطرين. ذلك أن الزميل عماد مزوار، وهو مراسل الجريدة في مدينة تطوان، دأب على التعبير عن رأيه بموضوعية، وهو رأي انتقد في الكثير من المرات طريقة تسيير فريق المغرب التطواني، وفي أحيان أخرى كان يكتب أخبارا، لم يثبت أنها ملفقة، أو حتى غير صحيحة، ولذلك حين طرح الزميل عماد سؤالا في ندوة صحفية، فقد الرئيس أعصابه وشرع يكيل له التهم، قبل أن يهدده بمنعه من ولوج الملعب مستقبلا، وهو ما تم فعلا مساء أول أمس الأربعاء. وزيادة في التوضيح، فإن أبرون لم يستسغ أن يقوم الزميل مزوار بمتابعة ملف اللاعب الزامبي كاتيبي. هذا الأخير الذي كان صرح أنه تلقى تهديدات بالقتل، وأنه بسبب هذه التهديدات فسخ عقده مع الفريق مضطرا. ولأن ما قاله اللاعب كلام خطير، فإن «المساء» كانت أوردت أيضا وجهة نظر مسؤولي الفريق وتصريحات رئيس الفريق، احتراما لأخلاقيات المهنة. لذلك تؤكد «المساء» أنها لن تتوانى في الدفاع عن الزميل مزوار، لأنه إذا كان هناك من يعتقد أنه يمكن أن يدوس على القانون، فقط لأنه يملك بعض النفوذ، فإننا في «المساء» نؤمن أن المغاربة سواسية أمام القانون، وأن الوصول إلى المعلومة حق دستوري. لذلك نؤكد للسيد أبرون وأمثاله أننا لن نتنازل عن حق يعتبر من الحقوق والحريات الأساسية، ولن تنجح تهديداته في منعنا من تتبع كل الأخبار والتقارير، بما يفيد القارئ ويمكنه من الوصول إلى المعلومة، لكن أيضا في احترام لمبدأ الرأي والرأي الآخر. السيد أبرون، إننا في «المساء» مجبرون على تتبع كل المستجدات احتراما لحق القارئ في استقاء الأخبار بكل موضوعية.. لذلك ثق أن تهديداتك لا تخيفنا.