يبدو أن قضية اللاعب الزامبي أرون كاتيبي لا تريد أن تنتهي، ففي كل مرة تظهر فصول جديدة. أول أمس خرج عبد المالك أبرون رئيس المغرب التطواني وعقد ندوة صحفية عقب مباراة الفريق أمام الدفاع الجديدي ضمن منافسات الدورة 13 من البطولة «الاحترافية» لكرة القدم. لكن المثير للانتباه، هو أن أبرون وبدلا من أن يقدم المعطيات والوثائق المتعلقة بهذا الملف، هو الذي اتهمه اللاعب الزامبي بأنه هدده بقتله إن لم يفسخ العقد، فإن أبرون اختار أن يهاجم كاتب هذه السطور، مستنكرا أن نقوم بعملنا الصحفي في المواكبة والتتبع، قبل أن يهاجم رفقة ابنه أشرف زميلنا عماد المزوار لأنه يقوم بدوره بعمله الصحفي، ولأنه رفض أن ينضم إلى «قطيع» أبرون، رغم الإغراءات والتهديدات، قبل أن يشرع في حملة «تشويه» ممنهج لزميلنا، بترويج افتراءات ضده بطريقة ليست غريبة عن أبرون، الذي كلما وجد نفسه في ركن ضيق، إلا وسعى لخلط الأوراق، كما لو أنه يعتقد أن من يتابعون سير الأمور بلداء. لم يكتف أبرون الذي هو في الوقت نفسه عضو جامعي بالهيجان والانفعال فقط، بل إنه كشف وجهه القبيح، وتحول إلى «بلطجي» عندما قال إنه سيمنع زميلنا المزوار من حضور الندوات الصحفية ومن متابعة مباريات الفريق، ناسيا أن ذلك ليس من حقه، وأن ملعب سانية الرمل الذي يحتضن مباريات الفريق التطواني، مخصص لفريق المدينة الأول وليس لأبرون وعائلته وأصدقائه، وأن دستور المملكة لا يمنحه هذا الحق، وأن هناك قوانين ومساطر تعطي للصحفي الحق في متابعة المباريات، اللهم إلا إذا كان أبرون يعتبر نفسه فوق القانون، وأن لا أحد في هذا البلد السعيد قادر على إيقافه ومساءلته. هنا يجب على النيابة العامة أن تتحرك خصوصا أن أبرون لم يعد يجد رادعا لتهديد الجميع، ولممارسة «الإرهاب» وكأننا نعيش في بلد غارق في الاستبداد، وليس بلدا يرنو إلى تحقيق الديمقراطية، كما على الجمعيات التي تشتغل في المجال والنقابة الوطنية للصحافة أن تبادر إلى حماية الصحفيين ضد ما يتهددهم من أخطار من قبل هذه النوعية من الأشخاص الذين يديرون الشأن العام، ويديرون فرقا رياضية يسعون إلى تحويلها إلى أصل تجاري في ملكيتهم. لقد اعتاد أبرون على نمط خاص من التعامل في بعض وسائل الإعلام، واعتاد أكثر على التطبيل والتزمير، ناسيا أن وظيفة الصحفي هي المواكبة والتتبع ورصد الاختلالات إن وجدت، لذلك، كلما قام صحفي بعمله إلا واستشاط غضبا، مع أن هناك الكثير من الوقائع التي لا يمكن حجبها بالغربال، وبينها حقوق لاعبين هضمت أو تم السطو عليها، كما هو الحال مع حسام الدين الصنهاجي والمهدي النملي وكاتيبي والقائمة طويلة.. لذلك، فأي صحفي يحترم مهنته وضميره لا يمكن له أن يقفز على هذه المعطيات والملفات، ولا يمكن له أن يتحول إلى دمية يحركها أبرون كيفما شاء. ما قام به أبرون في حق زميلنا، شبيه بما تقوم به العصابات، لذلك، على الجهات المسؤولة أن تتحرك، فزميلنا المزوار بات مهددا من طرف آل أبرون، كما أن على الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم التي يعتبر عبد المالك أبرون عضوا فيها أن تبادر لفتح تحقيق في هذا الموضوع لتعطي الحق لأصحابه، بدل أن يستغل رئيس المغرب التطواني نفوذه في الجامعة ليفعل ما يشاء باللاعبين والمسيرين وحتى الصحفيين. لقد قلت في وقت سابق إن قضية كاتيبي امتحان لمصداقية الجامعة، وها هي الوقائع تؤكد ذلك، أما أبرون فعليه أن يعرف أننا أوفياء للمهنة، وليس للأشخاص، وأننا لن نتردد في متابعة كل الملفات، وما خفي منها أعظم بكل تأكيد. «فرجة» ممتعة..