فجر الزامبي أرون كاتيبي لاعب المغرب التطواني قنبلة من العيار الثقيل عندما اتهم وبشكل مباشر رئيس الفريق التطواني عبد المالك أبرون بأنه هدده بالقتل هو زوجته وابنه إن لم يفسخ العقد الذي يربطه بالفريق. كانت تصريحات كاتيبي قوية وصادمة جدا، ففي نهاية الأمر نحن في مجال لكرة القدم، وإذا صحت هذه التصريحات والوقائع، فنحن إزاء مافيا وليس مسيرين لكرة القدم. أبرون وفي رده على هذه الاتهامات قال إن وكيل أعمال اللاعب هو الذي يتحمل المسؤولية وأنه هو الذي دفعه إلى الإدلاء بمثل هذه التصريحات، وهو ما اعتبره الوكيل هروبا إلى الأمام داعيا أبرون إلى تقديم أدلته قبل أن يقرر جره إلى القضاء حيث سيتابعه رفقة ابنه أشرف أبرون، كما تساءل عن السبب الذي سيدفع اللاعب الزامبي إلى التنازل عن مستحقاته المالية مقابل عدم الحصول على أي سنتيم. وفي انتظار الوصول إلى نقطة النهاية بخصوص هذا الملف المثير للجدل، هناك جملة من الملاحظات لابد من الإدلاء بها. لقد نشر الفريق التطواني في بداية الأمر على موقعه الإلكتروني بلاغا أعلن فيه أنه تم فسخ العقد بالتراضي بين اللاعب والفريق، وهو البلاغ الذي تم نشره بدون صورة، ثم عندما خرج اللاعب الزامبي بتصريحاته المثيرة للجدل، عاد مسؤولو الفريق التطواني لينشروا في وقت لاحق صورة يظهر فيها أبرون رفقة اللاعب وزوجته وهو يحمل بين يديه طفل كاتيبي، والسؤال هنا لماذا تم الاحتفاظ بهذه الصورة، هل كان مسؤولو المغرب التطواني يخشون من شيء وكانوا ينتظرون رد فعل اللاعب الزامبي بعد أن يصل إلى بلاده، ولذلك احتفظوا بهذه الصورة حتى يظهروا أن الأمور تمت بشكل ودي. هذه ليست المرة الأولى التي يجد فيها مسؤولو المغرب التطواني وخصوصا عائلة أبرون أنفسهم في قلب هذا الجدل كلما سعوا إلى فك الارتباط بمدرب أو لاعب. قبل سنوات عاش امحمد فاخر سيناريو من نوع خاص، فقد دفع هذا المدرب إلى فسخ عقده بالتراضي، بل وتمت معاقبته بأداء مبلغ 20 مليون سنتيم، وأصدر الفريق التطواني بلاغا في الموضوع، أما فاخر فإنه التزم الصمت، قبل أن يتم طي الموضوع بشكل نهائي، أما التفاصيل فإنها مثيرة جدا. المدرب عزيز العامري الذي صنع جزءا من تاريخ المغرب التطواني وقاده إلى التتويج بلقبين للبطولة وشارك مع الفريق في نهائي كأس العالم للأندية، شرب بدوره من نفس الكأس، ووجد نفسه وسط سيناريو رهيب، وصلت فيه الأمور حدا لايطاق، امتزجت فيه التهديدات بأمور أخرى، قبل أن يغادر العامري تطوان وفي قلبه غصة جراء سوء المعاملة. في قضية اللاعب الحواصي الذي كان انتقل إلى فريق الوكرة القطري من المغرب التطواني مقابل مليار سنتيم، مرة أخرى كان أبرون في قلب جدل كبير، فعقد تفويت اللاعب الذي تم توقيعه بين رئيس الرجاء الأسبق عبد الحميد الصويري ورئيس المغرب التطواني عبد المالك أبرون كان ينص على استفادة الرجاء من نصف قيمة الصفقة، أي ما يقارب 500 مليون سنتيم، لكن العقد اختفى في ظروف خاصة من إدارة الرجاء، ورفض أبرون أداء أي سنتيم لفريق الرجاء، وبقية القصة معروفة.. لاعبون آخرون عاشوا سيناريوهات مثيرة جدا، بينهم المعروفي وهشام العمراني وآخرهم المهدي النملي الذي غادر الفريق صوب أولمبيك آسفي. والسؤال هنا هل هي صدفة أن يجد أبرون نفسه دائما في قلب هذه الاتهامات، وهل هي صدفة كذلك أن يتمرد قبل سنوات 14 لاعبا ويضربون عن اللعب !؟ في قضية كاتيبي لابد أن تدخل الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم على الخط، فليس مقبولا أن تتابع اتهامات قوية صادرة من لاعب دولي زامبي ضد رئيس المغرب التطواني الذي هو في نفس الوقت عضو جامعي، دون أن تحرك المساطر المطلوبة وتفتح تحقيقا في الموضوع، لأن الأمر في نهاية الأمر يتعلق بصورة كرة القدم المغربية، وليس بصورة أبرون، كما أن على الجامعة أن تفتح تحقيقا في الاتهامات التي وجهها اللاعب كاتيبي لأبرون، وهي اتهامات إن صحت، فإن من يجب أن يدخل على الخط هو الأمن والقضاء وليس الجامعة فقط، لأننا في دولة يحكمها القانون، وليس قانون الغاب، أو عصابات المافيا، كما يجب أن تفتح تحقيقا أيضا في الاتهامات التي وجهها أبرون لوكيل اللاعب عندما اتهمه بتحريض كاتيبي، ثم إنه ليس مقبولا أن يطالب أبرون كاتيبي بتقديم أدلته، ولا يقدم هو دليل تورط وكيل اللاعب، وإلا فما الجدوى من لجنة الأخلاقيات التي أنشأتها الجامعة !؟ كذلك، من المهم أن نعرف الطريقة التي حصل بها كاتيبي على مبلغ 30 ألف درهم الذي تحدث عنه أبرون، ولماذا لم تسو إدارة الفريق وضعية اللاعب، إذ أنه غادر المغرب قبل يوم واحد من انتهاء صلاحية التأشيرة التي يتوفر عليها، فهل هي صدفة كذلك أن يقع مثل هذا الأمر ! في قضية كاتيبي على الجامعة أن تكون حازمة جدا، فإذا كان أبرون مذنبا فإنه يجب أن يعاقب وبشدة، وإذا كان اللاعب الزامبي تعرض للظلم فإنها يجب أن ترد له اعتباره، خصوصا أن ملك البلاد يجوب مختلف دول القارة الإفريقية من أجل صورة المغرب، وليس مقبولا أن يأتي رئيس فريق أو عضو جامعي ليشوش على هذه الصورة، أما إذا كان بريئا براءة الذئب من دم يوسف فلتعلن عن ذلك. قضية كاتيبي امتحان جديد لمصداقية الجامعة..