كشفت تقارير صحفية عن لقاء عال المستوى جمع ديبلوماسيا فرنسيا وأمريكيا بأعضاء المجلس العسكري الحاكم في غينيا من أجل التعجيل بعودة الديمقراطية لهذا البلد الإفريقي الذي يعاني اضطرابات سياسية منذ ما يناهز السنة. وكشف جوني كارسون، مسؤول وزارة الخارجية الأمريكية المكلف بالشؤون الإفريقية، أنه التقى بالرباط، رفقة مسؤول فرنسي، قادة عسكريين بحضور وزير الدفاع الجنرال سيبوبا كوناتي. ويتولى كوناتي مهام رئاسة الجمهورية بالنيابة منذ أن تم نقل الرئيس موسى داديس كامارا إلى الرباط للعلاج، وتبقى حالته الصحية غامضة بعد محاولة اغتيال فاشلة تعرض لها في الثالث من دجنبر الماضي. ورغم مرضه، مازال الرئيس الغيني يتواصل مع أعضاء حكومته لمتابعة تطورات الأوضاع السياسية في كوناكري. وأفاد جيه كراولي، الناطق الرسمي باسم الخارجية الأمريكية، أن المسؤولين الفرنسي والأمريكي نقلا أفكارا تقترح إيجاد حل سلمي للوضع السياسي المحتقن في غينيا، وتشكيل حكومة انتقالية يقودها المدنيون لتنظيم انتخابات حرة ونزيهة. وأضاف المسؤول ذاته أن بقاء الرئيس الغيني كامارا في المغرب لمدة أطول سيساهم في تحسن الأوضاع في غينيا، مشيرا إلى أنه لم يتم اللقاء بكامارا، فيما تمت مناقشة خطوة بقائه في الرباط مع مسؤولين غينيين، وهو ما لقي تجاوبا لدى قوات الجيش. وكانت وزارة الخارجية الفرنسية أبدت قبل أسبوع قلقها من احتمال نشوب حرب أهلية في غينيا في حالة عودة الرئيس الغيني داديس كومارا إلى كوناكري، بعد انتهاء فترة النقاهة التي يمضيها في الرباط. واستبعد وزير الخارجية الفرنسي برنارد كوشنير أن تتحسن الأمور في غينيا بعد عودة رئيسها، مرجحا بقاء داديس كومارا في فراشه في المغرب، مؤكدا أن عودته من المحتمل أن تؤجج عودته حربا أهلية. وتزامن هذا الموقف الفرنسي مع تصريح السفارة الغينية في المغرب أن صحة الرئيس الغيني تتحسن بشكل تدريجي وأن لديه الرغبة في العودة في أقرب فرصة إلى العاصمة كوناكري. وكان الرئيس الغيني قد أصيب في الثالث من الشهر الماضي بجروح إثر تعرضه لإطلاق الرصاص، في محاولة انقلابية، من طرف مساعده أبو بكر صديقي دياكيتيه، الملقب ب”تومبا”، الذي اعتقل فورا، فيما أرسلت سلطات السينغال طائرة طبية إلى كوناكري لنقل كامارا إلى الرباط لتلقي العلاج.