أيد المغرب وعدا قطعه سيكوبا كوناتي نائب رئيس المجلس العسكري الحاكم في غينيا بتمهيد الطريق أمام عودة الحكم المدني في بلاده وقال إن القائد العسكري موسى داديس كمارا في العناية المركزة بعد محاولة اغتيال تعرض لها الشهر الماضي. ولم يشاهد كمارا في مناسبات عامة منذ نقله من غينيا الى المغرب لتلقي العلاج بعد الهجوم الذي تعرض له في الثالث من ديسمبر كانون الاول وقال كوناتي في العاصمة الغينية كوناكري يوم الاربعاء ان حياة كمارا ليست في خطر. لكن بيانا لوزارة الشؤون الخارجية والتعاون في المغرب قال ان اصابة كمارا خطيرة. وأضاف "المملكة المغربية...التي استقبلت الرئيس داديس كمارا لتلقي العلاجات المكثفة تعرب عن ارتياحها للقرار الذي أعلن عنه اليوم (الاربعاء) الرئيس بالنيابة الجنرال سيكوبا كوناتي بالتعيين الفوري لوزير أول ينتمي للقوى السياسية لقيادة حكومة وحدة وطنية انتقالية" . وقال البيان ان تحرك المجلس العسكري الحاكم في غينيا تجاه الحكم المدني جاء نتيجة توسط المغرب بمساعدة فرنسا والولايات المتحدة. وقال كوناتي ان كمارا الذي تولى السلطة بعد انقلاب غير دموي في ديسمبر من عام 2008 سيكون بحاجة لبعض الوقت حتى يتعافى. وهذا هو أوضح مؤشر حتى الان على أن مستقبل كمارا السياسي موضع شك كما أنه يوفر طريقة للخروج من الازمة الشديدة التي تعيشها غينيا أكبر مصدر في العالم لخام البوكسيت والدولة غير المستقرة الواقعة في غرب افريقيا. وذكر وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنر الشهر الماضي أنه سيكون من الافضل أن يبقى كمارا بعيدا عن بلده لان عودته قد تسبب حربا أهلية. وقال دبلوماسيون غربيون في الرباط انهم يعتقدون أن المغرب شارك مع باريس وواشنطن في ابعاد كمارا عن غينيا وتعزيز جهود في كوناكري لاعادة البلاد الى الحكم المدني في غيابه. وقال دبلوماسي أوروبي كبير لرويترز "أوضح بيان وزارة الخارجية المغربية وللمرة الاولى أن الكابتن كمارا في العناية المركزة بالمغرب مما يعني أن مغادرته المغرب وعودته الى غينيا ستستغرق وقتا" . وألقى تقرير صادر عن الاممالمتحدة باللائمة على كمارا في مذبحة نفذتها قوات أمن غينية يوم 28 ديسمبر وقتل فيها أكثر من 150 من المتظاهرين الداعين للديمقراطية في استاد بكوناكري. وقال ان المحكمة الجنائية الدولية يجب أن تتدخل" . وزار كوناتي وهو عسكري محترف لا يعرف أن له طموحا في تولي منصب سياسي قيادي كمارا في المستشفى الاسبوع الحالي وأجرى محادثات مع دبلوماسيين أمريكيين وفرنسيين حثوه على السماح بعودة الحكم المدني في غينيا خلال فترة غياب كمارا عن البلاد". وقالت الخارجية المغربية في البيان الذي نقلته وكالة المغرب العربي للانباء "تم عقد سلسلة من جلسات العمل المباشرة مع الرئيس بالنيابة لجمهورية غينيا أو بالتناوب مع مسؤولين ساميين فرنسيين وأمريكيين تم ايفادهم لهذا الغرض الى المغرب من قبل بلديهما". وأضافت أن المحادثات استمرت أسبوعا في الرباط بعدما وصل كوناتي الى المغرب يوم 28 ديسمبر. وذكر البيان المغربي أن "اعلان الرئيس بالنيابة غداة عودته من المغرب يشكل خطوة الى الامام حبلى بالدلالات والامال". وقال كوناتي يوم الأربعاء انه يتوقع أن تختار حكومة انتقالية في غينيا موعدا جديدا للانتخابات بعدما تسببت الازمة في تأجيل انتخابات كانت مقررة الشهر الحالي .