في الوقت الذي يحذر فيه العديد من المهتمين من أي تقارب أمني بين المغرب والولايات المتحدةالأمريكية لحماية الأمن القومي المغربي من الخلايا المحسوبة على تنظيم القاعدة، التقى عبد الرحمان السباعي، الوزير المنتدب لدى الوزير الأول المكلف بإدارة الدفاع الوطني، الأربعاء المنصرم بالرباط، مساعدة وزير الدفاع الأمريكي المكلفة بالشؤون الإفريقية تيريزا ماري ويلان. واكتفت المسؤولة الأمريكية، عقب لقائها الوزير السباعي، بالقول إن المباحثات تركزت حول العلاقات بين المغرب والولايات المتحدةالأمريكية في مجال الأمن والتعاون العسكري، فيما لم تستبعد مصادر أن تكون المسؤولة الأمريكية أثارت في لقائها مع السباعي قضية التحفظ الذي أبداه المغرب بخصوص احتضان قاعدة عسكرية على أرضه، غير أن المتحدث باسم السفارة الأمريكية دايفيد رانز نفى هذا الخبر، مؤكدا في تصريح ل«المساء» أن مثل هذه اللقاءات في المجال الأمني بين المسؤولين الأمريكيين والمغاربة ليست أمرا طارئا، بل تتم بشكل منتظم لتدارس كل المستجدات الأمنية قصد تحديد الخطط الناجعة لمكافحة الإرهاب. واستبعد دايفيد رانز أن يكون للتقارب الأمني بين المغرب وأمريكا تأثير سلبي على الأمن القومي المغربي، وقال في هذا السياق إن «المغرب حليف قوي بالنسبة إلى أمريكا، ولا يمكن للتعاون في المجال الأمني بينهما أن يشجع على الإرهاب، بل سيكون له تأثير إيجابي على الأوضاع الأمنية في البلدين معا». إلى ذلك، قال محمد بنعلال، الخبير العسكري، إن لقاء مساعدة وزير الدفاع الأمريكي بالوزير المغربي عبد الرحمان السباعي لقاء روتيني جرت العادة أن يتم مرة أو مرتين في السنة، مستبعدا أن يكون هذا اللقاء تدارس قضية إنشاء قاعدة عسكرية أمريكية بالمغرب لأن الإدارة الأمريكية حسمت الأسبوع الماضي في هذه القضية، بعد أن قررت إبقاء هذه القاعدة في «اشتوتغارت» بألمانيا. ورجح بنعلال أن تكون المسؤولة الأمريكية أثارت في هذا اللقاء مع نظيرها المغربي قضية تطور خلايا الإرهاب بمنطقة الساحل، مؤكدا أن منطقة الساحل بالنسبة إلى الأمريكيين تحظى باهتمام كبير، خاصة بعد اندلاع مشكل آخر في شمال مالي مرتبط بتطور النزعات الانفصالية لدى قبائل الطوارق. وفي اتصال ل«المساء» بأعضاء من لجنة الخارجية والدفاع بالبرلمان أكدوا أنهم في هذه اللجنة، التي يترأسها فؤاد عالي الهمة، لا علم لهم بما دار في هذا اللقاء الذي جمع المسؤولة الأمريكية بالوزير عبد الرحمن السباعي، فيما يقول الطيب مصباحي، نائب فؤاد عالي الهمة في هذه اللجنة عن حزب الاستقلال، في اتصال مع «المساء» إن «هذا الموضوع يمكن أن يثار داخل لجنة الخارجية»، مضيفا في الوقت نفسه أن «من حق المغرب أن ينخرط في أية مبادرة تحافظ على مصالحه الأمنية والإستراتيجية».