تحولت جنازة الطفل عبد الرحمان السملالي، البالغ 12 سنة، والذي يتابع دراسته في السنة التاسعة من التعليم الأساسي، مساء يوم أول أمس، إلى «محاكمة» للمراقبين في حافلات النقل الحضري بفاس، إذ رفع العشرات من الشبان في المدينة العتيقة، وهم يغادرون فصول الدراسة للمشاركة في تشييع جنازة زميلهم المتوفى تحت عجلة الحافلة في منطقة «باب الجياف» زوال يوم الأحد، شعارات مناوئة، وقالوا إن «السملالي مات مقتولا»، في إشارة منهم إلى أن أحد المراقبين التابعين للشركة هو الذي تسبب في مقتل الشاب بعدما دفعه من باب الحافلة، ما تسبب في سقوطه أرضا، قبل أن تدهسه عجلات الحافلة. وشارك في هذه الجنازة العشرات من سكان فاس العتيقة، إلى جانب عدد من الفاعلين الجمعويين والتجار. وتحدث شهود عيان، في أشرطة فيديو نشرت في الأنترنت عن تفاصيل صادمة للحادث، وقالت المصادر ل»المساء» إن النيابة العامة أمرت بفتح تحقيق في الحادث الذي هز المدينة، وخلف موجة من الغضب في صفوف السكان. وأسفرت التحريات الأولية عن اعتقال مراقبين، وسائق. وأضافت المصادر ذاتها بأن السلطات القضائية أمرت بإخلاء سبيل السائق، لكن مع الإبقاء عليه رهن إشارة التحقيق، فيما تم الاحتفاظ بالمراقبين رهن تدابير الحراسة النظرية. وقال مصطفى مقبول، رئيس جمعية أنصار الوداد الرياضي الفاسي، والذي يعتبر الطفل المتوفى من أنصاره، إن أعضاء الجمعية، ومعهم مشجعو الوداد الرياضي الفاسي يشجبون ويستنكرون الحادث، ويراهنون على القضاء لإنصاف الطفل المتوفى. ودعا مقبول، في تصريحات ل»المساء»، شركة النقل الحضري بفاس إلى إعادة النظر في وضعية المراقبين، وإقرار دورات تكوينية لفائدتهم، لكي يحسنوا تعامل الزبناء، لكي لا يتكرر هذا الحادث المأساوي الذي هز الرأي العام المحلي. وطالب المحتجون الذين شيعوا جنازة الطفل المتوفى، في شعارات لهم، السلطات القضائية باتخاذ ما يلزم من إجراءات لإنصاف الطفل وعائلته، موردين تفاصيل مؤثرة عن تصرفات مهينة للمراقبين في حافلات النقل الحضري. فيما عبر محمد سداد، مسؤول شركة «سيتي باص»، التي تتولى التدبير المفوض لقطاع النقل الحضري لفاس، عن تعازيه الحارة للأسرة، وقال إن الصدمة في مثل هذه الحوادث تكون كبيرة، خاصة وأن الأمر يتعلق بطفل صغير. ووصف سداد، في تصريحات ل»المساء» الحادث ب»المؤسف»، وأكد أن السائق الذي كان يسوق الحافلة قد أخلي سبيله بعد الاستماع إليه، فيما تم الإبقاء على مراقبين رهن الحراسة النظرية للتحقيق. وفي معرض رده على الانتقادات اللاذعة الموجهة للمراقبين في حافلات النقل الحضري بالمدينة، أورد مسؤول الشركة بأن بعض المراقبين يمكنهم أن يخطئوا، لكنه لا يمكن أن نحاكم مؤسسة بأكملها بناء على تصرفات منتسبين. ودعا مسؤول الشركة إلى إحقاق الحق في هذه القضية، مضيفا أن كل المتدخلين في القطاع مطالبون باتخاذ تدابير مستقبلية لإيقاف النزيف، لأن المباريات لن تتوقف، والأطفال لن يتوقفوا عن ركوب الحافلات.