لا تزال حافلات النقل الحضري بفاس، والتي جرى تفويتها في إطار التدبير المفوض لشركة خاصة، تخلف ضحايا في شوارع المدينة، إلى جانب غضب متكرر للمواطنين بسبب اتهام بعض مراقبيها ب«البلطجة»، والاعتداء المتكرر على المواطنين من مستعملي عدد من هذه الحافلات التي تشكو من الاهتراء والتقادم. فقد دهست إحدى حافلات النقل الحضري صباح يوم 28 فبراير الماضي طفلا لا يتجاوز عمره 14 سنة، بعدما سقط من الباب الأمامي للحافلة التي كانت قادمة من حي زواغة في اتجاه باب الجياف. وطبقا لتقرير إخباري لمصلحة حوادث السير بولاية أمن فاس، فإن الحادث أسفر عن إلحاق أضرار جسمانية بليغة بالتلميذ المسمى قيد حياته حمزة السباعي ادريسي، نقل على إثرها على متن سيارة إسعاف إلى المستشفى الجامعي، حيث تم الاحتفاظ به تحت العناية المركزة لمدة تقارب 17 يوما، لكن الإسعافات لم تنجح في إنقاذ حياته. وقالت مصلحة حوادث السير، في تقريرها، إنها أشعرت من قبل والدة الطفل، بوفاته، بعدما تدهورت حالته الصحية بقسم الإنعاش الجراحي. وقررت النيابة العامة استدعاء سائق الحافلة ووضعه تحت الحراسة النظرية وتقديمه إلى المحكمة. وقالت والدة الضحية ل»المساء» إن ابنها تعرض للدهس مرتين بعدما سقط من الحافلة نتيجة الاكتظاظ، وعدم إغلاق الباب الأمامي للحافلة، مما عرضه لإصابات بليغة أدت إلى وفاته. وطالبت باتخاذ ما يلزم من إجراءات ل»جبر الضرر»، ووقف نزيف حافلات النقل الحضري بشوارع المدينة. وظل ذكر حافلات النقل الحضري قبل تفويتها إلى القطاع الخاص مقرونا بأعطابها المتكررة، وحالتها الميكانيكية المتدهورة، وحوادثها المفتوحة، إلى درجة أنها وقعت في حوادث «مجنونة» لوحدها، كادت تتسبب في كوارث إنسانية، وبقيت وكالة النقل الحضري تعاني من أزمة «بنيوية» لم تخرج منها رغم الدعم المتواصل الذي تلقته من وزارة الداخلية. وقرر المجلس الجماعي، وسط معارضة حزب العدالة والتنمية والأصالة والمعاصرة، تفويتها إلى القطاع الخاص، والذي وعد بتحسين الوضع، وتجاوز الاختلالات، لكن الوضع لم يتغير كثيرا، وبقيت الحافلات المهترئة تصول وتجول في المدينة، وعمدت الشركة إلى توظيف «مراقبين» دخل بعضهم لمرات متكررة في «مواجهات» مع مستعملي هذه الحافلات، واستعملت في هذه الأحداث أسلحة بيضاء وهراوات، ووصل أكثر هذه الحوادث إلى مراكز الشرطة، وبقيت أزمة النقل الحضري في المدينة مفتوحة، في شوارع المدينة، آخرها تسجيل احتجاجات للطلبة في حي زواغة، يوم أول أمس الثلاثاء، ضد ما سماه هؤلاء ب«بلطجية» بعض «المراقبين».