ما تزال حافلات «أوطاسا» الإسبانية «تحصد» الأرواح البشرية، بسبب تهالك أسطولها، بينما تتجه الجماعة الحضرية لطنجة، بدعم قوي من رئيسها فؤاد العماري، نحو تمديد عقد الشركة، الذي سينتهي في مطلع يوليوز المقبل، لسنة إضافية. وقد تسببت الحافلات الإسبانية في حوادث سير مميتة، راح ضحيتها شباب في مقتل العمر، فيما اشتعلت النيران في أكثر من حافلة من أسطولها، بسبب عدم خضوع أغلبها للفحص التقني. ورغم أن هذه الشركة الإسبانية المكلفة بالتدبير المفوض للنقل الحضري في طنجة عملت على إدخال حافلات جديدة إلى المدينة، لتعزيز أسطولها، فإن حركة الاحتجاجات المناهضة لها تزايدت بشكل كبير، إذ إن الوقفات والمسيرات الاحتجاجية التي شهدتها المدينة، مؤخرا، كلها كانت ترفع شعار رحيل «أوطاسا». وقبل أيام، تسببت حافلة في منطقة «مسنانة» في مقتل شاب، بعدما دهسته بعجلاتها الخلفية. وقال شهود عيان إن الشاب «سقط»، فجأة، من سلم الحافلة وإن الركاب أخبروا السائق الذي لم يكترث لندائهم وانطلق بسرعة جنونية ليدوس جثة الهالك، الذي كان يدرس في السنة الأولى في ثانوية مولاي رشيد. وتقول مصادر مطلعة إن مجموعة من سائقي حافلات «أوطاسا» هم أشخاص لا يتوفرون على خبرات كافية تؤهلهم لسياقة الحافلة، لذلك كثرت حوادث السير التي يتسببون فيها وتكون مميتة في أغلبها. وكادت إحدى حافلات هذه الشركة أن تتسبب في مجزرة حقيقة، عندما دهست سيارة يركبها ستة أفراد من عائلة واحدة. وقد أسفرت هذه الحادثة، التي وقعت قبل شهور قليلة في منطقة «طنجة البالية»، عن إصابة جميع ركابها بإصابات بالغة الخطورة. وكان اثنان من المصابين، وهما أب وابنته، قد أدخلا العناية المركزة، بعد حالة غيبوبة أصابتهما جراء هذا الحادث، بينما كان أربعة آخرون يرقدون في مصلحة العظام والرأس، حيث تلقو العلاج الأساسي. وكانت السرعة المفرطة التي كان السائق يسوق بها، سببا في وقوع هذا الحادث، الذي كاد يودي بحياة أسرة بأكملها. وتنضاف الحادثة، التي تسببت فيها حافلة «أوطاسا»، إلى قائمة الحوادث الكثيرة التي وقعت خلال الأشهر الماضية داخل المدار الحضري، والتي يفقد خلالها سائقو حافلات هذه الشركة تحكمهم في القيادة، بسبب مشكلة الفرامل أو السرعة المفرطة أو الحالة التقنية المتردية للحافلات. وكانت أخطر حادثة تسببت فيها حافلات «أوطاسا» هي التي وقعت في السنة الماضية، عندما اصطدمت الحافلة التي كانت متوجهة إلى منطقة «المنار» بسيارة نقل للعمال كانت قادمة من ميناء طنجة المتوسط، حيث قتل في هذه الحادثة ستة أشخاص وجرح العشرات. وقد وجهت انتقادات كثيرة لهذه الشركة الإسبانية، بسبب أسطولها المتهرئ وعدم تغييره بحافلات جديدة منذ فوزها بصفقة تدبير النقل العمومي في طنجة. وكان المجلس الأعلى للحسابات، في تقريره الأخير، قد سجل عددا من الخروقات التي ارتكبتها هذه الشركة، من بينها استعمال خطوط نقل غير متفق عليها في دفتر التحملات. يذكر أن الاتفاقية التي تربط الجماعة الحضرية بشركة «أوطاسا» الإسبانية شارفت على الانتهاء، بينما يتجه المجلس نحو تجديد الاتفاقية لسنة إضافية، في انتظار التعاقد مع شركة أخرى، بدفتر تحملات جديد.