تجدّدت الإشتباكات بين مواطنين ومراقبي حافلات النقل الحضري في فاس، والتي جرى تحويلها إلى القطاع الخاص في إطار ما يعرف بالتدبير المفوض. وقد أصيب إثر تدخل عنيف للمراقبين، في منتصف الأسبوع الجاري قرب محطة القطار، وسط المدينة، زبونان يقطنان بالضواحي، كانت إصابات أحدهما «عميقة» في الرأس. وقد خلّف الحادث حالة احتقان بين مواطنين يستقلون هذه الحافلات وبين مراقبين يتهمون من قبل الزبناء دائما بأنهم «من الغلاظ الشداد الذين لا يؤمنون إلا باستعمال العنف لحسم الخلافات مع المواطنين على متن هذه الحافلات». وخلفت الاشتباكات، أيضا، إصابة مراقب في الفم. ووصلت تبعات هذا «التطاحن» إلى أقرب دائرة أمنية، كما وصل المصابون إلى قسم المستعجلات على متن سيارة إسعاف لتسلم شواهد العجز الطبية. وقال يوسف العايدي، وهو جنديّ حصل على تقاعد نسبيّ بسبب عجزه، إنه تعرّض لاعتداء وصفه ب»الشنيع»، عندما كان يركب إحدى حافلات النقل الحضري لفاس بسبب خلاف حول تذكرة الحافلة. وقال الجندي المتقاعد، الذي يعمل مياوما في مجال البناء، إنّ أصدقاء المراقب الذي وقع معه الخلاف «ارتموا عليه ورموه داخل الحافلة وانهالوا عليه بالضرب، قبل أن يتدخل مواطنون لإيقاف الحافلة. وتنشب، بين الفينة والأخرى، اشتباكات عنيفة بين الزبناء وبين مراقبين. ويقول عدد من مستعملي حافلات النقل الحضري في مدينة فاس والضواحي إنهم لاحظوا وجود تغييرات وصفوها بالجوهرية على مراقبي الحافلات، إلى حد نعتهم بعض المراقبين ب»ممارسة البلطجة».. ولم يتردد زبناء في اتهام بعض المراقبين باستعمال العصيّ الكهربائية والأسلحة البيضاء أثناء احتدام التوتر بين الزبناء والمراقبين. وكانت بعض المواجهات قد أدت إلى تدخل الدرك في الضواحي بعدما خرجت العائلات في دوار «السخينات» في منتجع سيدي حرازم لمؤازرة أبنائها، بينما تدخل الأمن في الوسط الحضري لفضّ اشتباكات عنيفة بين شبان من المنتجع وبين عدد من المراقبين. وانتهت هذه المواجهات بتحويل البعض إلى المستشفى لتلقي العلاجات وتقديم آخرين في حالة اعتقال للمحاكمة، ونُقلت حافلات إلى المرآب لإصلاحها قبل معاودة الظهور. وكانت حافلات النقل الحضري، قبل تحويلها إلى التدبير المفوض في صفقة مثيرة للجدل، تخلف سخط المواطنين بسبب أعطابها المتكررة وتدهور حالتها الميكانيكية، بينما تخلف وضعية الوكالة استنكار العاملين بسبب عجزها عن أداء أجورهم، وعندما تعرضت للخوصصة أصبحت الحافلات تثير الاحتجاجات بسبب ظهور مراقبين «غير عاديين» يدخلون في مواجهات عنيفة مع الزبناء.