في الوقت الذي كانت فئات واسعة من مستعملي النقل الحضري في الدارالبيضاء تحتفل بإعطاء الانطلاقة لعمل «الترامواي» في العاصمة الاقتصادية، كان العشرات من سكان ضواحي مدينة فاس، مساء يوم أول أمس الخميس، أمام مقر دائرة أمنية يحتجّون على «تعسفات» مراقبين «جدد» في وكالة النقل الحضري في صيغة تدبيرها المفوض. وقالت المصادر إن مواجهات اندلعت مجددا بين تلاميذ جماعة «عين البيضا» القروية ودوار البورصي المحاذي لها، وبين «مراقبين جدد» عمدت الشركة إلى تشغيلهم بغرض «الحزم» في المراقبة في حافلاتها لمواجهة تملص عدد من المواطنين من أداء ثمن التذاكر. ووصف التلاميذ والطلبة الذين يتنقلون على متن الحافلة رقم 38 المراقبين ب«البلطجية»، وتحدث بعضهم عن تعرضهم لسرقة أمتعتهم وبعض نقودهم على متن هذه الرحلة، ولم يترددوا في اتهام بعض المراقبين بالوقوف وراء «التعسف» الذي تعرّضوا له. وفي المقابل، اتهم المسؤول المدني للشركة مجموعة من التلاميذ بالوقوف وراء عملية اعتداء على الحافلة، ما أدى إلى تكسير زجاجها. واستمعت عناصر الأمن المكلفة بالمداومة في الدائرة الأمنية «الزهور» إلى عدد من التلاميذ والطلبة -حوالي 7 تلاميذ- وأنجزت لهم محاضر، وتم الاستماع أيضا إلى إفادة المسؤول في الشركة، ودوّنت أقواله في محضر. ولم يتمّ الاستماع إلى أي مراقب على خلفية هذه الأحداث، التي أعادت إلى الواجهة أحداثَ عنف كبيرة سبق أن شهدتها إحدى محطات وقوف الحافلات منذ أسابيع فقط بين مراقبين وبين طلبة وتلاميذ يتحدّرون من منتجع سيدي حرازم. وقد استعملت في هذه المواجهات أسلحة بيضاء وعصيّ وهراوات. وتم اعتقال عدد من الطلبة، ما أدى إلى خروج ساكنة المنتجع في احتجاج ليليّ حاشد. وتعيش المدينة على إيقاع احتقان بسبب اتهامات للشركة بسوء تدبير حركة الحافلات، التي تعاني من التقادم والاهتراء، واتهام المراقبين بسوء معاملة مستقليها.