تحولت إحدى محطات حافلات النقل الحضري وسط مدينة فاس (قرب نيابة التعليم) مساء أول أمس الأربعاء، إلى مسرح لمواجهات دامية بين مراقبين يشتغلون لصالح شركة التدبير المفوض للنقل الحضري وطلبة يتحدر أغلبهم من دوار «السخينات» في منتجع سيدي حرازم. وقد استعملت في النزاع أسلحة بيضاء وعصيّ كهربائية، ما أسفر عن نقل أربعة طلبة، ضمنهم طالبتان، إلى المستشفى لتلقي العلاج، بينما نقل مراقبو حافلات، بدورهم، «رفيقا» لهم إلى قسم المستعجلات لتلقي العلاج. وتباينت الروايات حول أسباب اندلاع هذه المواجهات. فقد اتهم طلبة المنتجع مراقبي الشركة بالاعتداء عليهم وبالتلفظ في حقهم بألفاظ نابية. ونشبت بين أحد المراقبين وأحد الطلبة مشادات كلامية سرعان ما تطورت إلى تشابك بالأيدي. وتدخل الطلبة لنصرة «رفيقهم»، فيما تدخل المراقبون لمؤازرة زميلهم. وأصابت «شظايا» المواجهات طالبتين. وأسفر تدخل أمني عن إحالة الطرفين إلى مخفر الشرطة للتحقيق في ملابسات الحادث، وتم حجز الحافلة التي شهدت انطلاق شرارة المواجهات.. وتحدثت مصادر طلابية عن اعتقال 4 طلبة على خلفية هذا الحادث، متهمة عناصرَ الأمن بعدم الحزم في التدخل عند بداية اندلاع «الأزمة». وتحدث شهود عيان عن «مشهد مروّع» من المواجهات عاشته المحطة. وانتقلت أصداء الحادث بسرعة إلى دوار «السخينات»، في منتجع سيدي حرازم، ما دفع العشرات من الأسر إلى الخروج إلى الساحة العمومية للاحتجاج على أصحاب «الطوبيسات». وعمد المحتجون إلى «تطويق» حافلتين. وتحدثت المصادر عن تكسير زجاج إحداهما. وتدخل رجال الدرك ل«تهدئة» الوضع، دون تسجيل أي اعتقال في صفوف سكان الدوار. وكان المجلس الجماعيّ لفاس قد فوّتَ قطاع النقل الحضري لشركة خاصة، في إطار ما يعرف بالتدبير المفوض، لكن حافلات النقل الحضري المهترئة و«الموروثة» عن وكالة النقل الحضري تخلّف احتجاجات متوالية ومفتوحة، خصوصا في صفوف الطلبة في عدد من المحطات، في أوقات الذروة.