لم تكن العلاقات بين الولاياتالمتحدة وإسبانيا في عهد دونالد ترامب أولوية مطلقًا، وليس من المتوقع أن تتغير الأمور في ولايته الجديدة. التوتر بين الطرفين واضح بسبب عدة عوامل، منها إنفاق مدريد المنخفض على الدفاع، والتباين الأيديولوجي العميق بين ترامب ورئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز. وحسب ما كتبته الموندو الإسبانية فإنه في المقابل، يبدو أن المغرب يحظى بمكانة خاصة لدى الإدارة الأمريكيةالجديدة، حيث تعتبره واشنطن حليفًا أكثر أهمية في الوقت الحالي. هذا التوجه قد يكون له تداعيات مهمة على السياسة الخارجية الأمريكية في المنطقة، خاصة فيما يتعلق بقضايا مثل الصحراء المغربية. ووفق الصحيفة الإسبانية، يبرز الفتور في العلاقات من خلال غياب أي اتصال بين ترامب أو وزرائه ونظرائهم الإسبان منذ تنصيبه، على عكس ما حدث مع دول أخرى مثل بولندا، إيطاليا، فرنسا، وألمانيا. وزير الخارجية الأمريكي، ماركو روبيو، رغم أصوله الكوبية وإتقانه الإسبانية، لم يُظهر أي اهتمام خاص بإسبانيا، في حين أجرى محادثات مع مسؤولين مغاربة، مما يثير تساؤلات حول مستقبل العلاقات بين واشنطنومدريد. خلال ولايته الأولى، كان ترامب شديد الانتقاد لإسبانيا، خاصة في قمة الناتو عام 2018، حيث اتهمها بعدم المساهمة الكافية في الإنفاق الدفاعي، وهو موقف لم يتغير حتى اليوم. كما أن إسبانيا، وفق رؤية ترامب، لا تتمتع بثقل استراتيجي كفرنسا أو ألمانيا، ولا تُعد حليفًا أيديولوجيًا كما هو الحال مع قادة مثل فيكتور أوربان أو جورجيا ميلوني. إدارة ترامب الجديدة تركز على أولويات جيوسياسية أخرى، من آسيا وأمريكا اللاتينية إلى الشرق الأوسط، حيث تحظى دول مثل إسرائيل، السعودية، والإمارات باهتمام خاص. في المقابل، يبدو أن إسبانيا ستظل على هامش اهتمامات واشنطن، بينما تعزز الأخيرة علاقاتها مع المغرب، ما قد يؤدي إلى تحولات مهمة في التوازنات الإقليمية.