اهتمت صحف أوروبا الغربية الصادرة اليوم الثلاثاء بعدد من المواضيع من أبرزها اللقاء بين الرئيس الفرنسي ونظيره الروسي في فرساي، وحملة الانتخابات البرلمانية في بريطانيا، والقمة البرتغالية الإسبانية ال29، والعلاقات بين الولاياتالمتحدة والدول الأوروبية. وفي إسبانيا، واصلت الصحف تركيزها على آخر تطورات خطط الانفصاليين في كاتالونيا. وكتبت (الباييس) أن الأمين العام الجديد للحزب الاشتراكي العمالي الاسباني، بيدرو سانشيز، قدم دعمه لرئيس الحكومة الإسبانية، ماريانو راخوي، لمنع تنظيم استفتاء حول مستقبل كاتالونيا، مشيرة إلى أن الحزب الاشتراكي يتقاسم والحكومة رؤية "الدفاع عن القانون والدستور"، ويشجعها على الحصول على دعم الأحزاب السياسية الأخرى. وتحت عنوان "سانشيز ينضم لراخوي في رفض الاستفتاء" أوردت (الموندو) أن الحزب الاشتراكي قال إنه سيضع نفسه في صف "الشرعية والدستور"، فيما قالت السلطات الانفصالية الحاكمة في كاتالونيا أن الأحزاب الانفصالية ستحدد تاريخ وأسئلة الاستفتاء حول مستقبل كاتالونيا "في غضون أسبوعين" بعد فشل بدء المفاوضات بشأن هذه الموضوع مع الحكومة المركزية. من جهتها، ذكرت (أ بي سي) أن الحزب الاشتراكي العمالي الاسباني والحزب الشعبي (يمين، الحاكم) وحزب سيوددانس (يمين وسط) أظهروا وحدتهم ضد الانفصال الكاتالوني، فيما تبدو الأحزاب المؤيدة للانفصال بهذه الجهة مصممة على الاستمرار في طريق اللا عودة، مشيرة إلى أن راخوي رحب بدعم الاشتراكيين، وأنه واثق من وجود علاقة "بناءة ومسؤولة" معهم. أما (لا راثون) فأشارت إلى أن المحكمة الدستورية الاسبانية ستعمل فقط بناء على طلب من الحكومة الاسبانية ضد الانفصال الكتالوني، وإن كان مخول لها المبادرة وتعليق ولايات المنتخبين المحليين الذين يعملون ضد الدستور. وعلقت الصحف البلجيكية على اللقاء الذي جمع أمس الإثنين بقصر فرساي الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ونظيره فلاديمير بوتين في محاولة لإحياء العلاقات بين البلدين التي مرت بمرحلة فتور خلال عهد هولاند. وكتبت (لاليبر بلجيك) أن الجانبين تناولا مواضيع حساسة خاصة الاستعمال المحتمل للأسلحة الكيماوية من قبل روسيا في سوريا والتدخل في أوكرانيا أو في الانتخابات الفرنسية. أما (لوفيف) فقد أشارت إلى أن الرئيس الفرنسي والروسي أبانوا عن صراحة كبيرة في أول لقاء لهما وتناولا ملفات دون تقديم تنازلات همت الوضع في سوريا وحقوق الإنسان والإعلام الروسي. واعتبرت (لوسوار) أن ماكرون نجح في أولى اختباراته على المستوى الدولي، مضيفة أنه في الوقت الذي تحوم فيه شكوك على علاقة الرئيس الأمريكي وصهره بالنظام الروسي، يقوم فلاديمير بوتين شخصيا بزيارة باريس للقاء ماكرون الذي انتخب حديثا كرئيس لفرنسا. وفي ألمانيا اهتمت الصحف بعدد من المواضيع كان أبرزها العلاقات بين الاتحاد الأوروبي والولاياتالمتحدةالأمريكية خاصة في ظل التوتر بين واشنطن وبرلين . وعبرت صحيفة (فيسر كورير) عن خيبة أملها في هذه العلاقات مشيرة إلى أنه بعد زيارة إلى واشنطن وحضور قمتين إلى جانب الرئيس الجديد للولايات المتحدة دونالد ترامب ، أصبحت المستشارة أنغيلا ميركل أمام خيار تحديد العلاقات الجديدة بين ألمانياوالولاياتالمتحدةالأمريكية . وأضافت الصحيفة أن ميركل بعد لقاءات ترامب أصبح من الواضح لها أن الولاياتالمتحدة لم تعد شريكا موثوقا به وترى أن على برلين وباريس إعطاء زخم جديد للاتحاد الأوروبي ، إلا أنه ، تفيد الصحيفة بأن ذلك سيكون صعبا مع شريك كبير فيما يتعلق بقضايا مثل مكافحة الارهاب كما قال ذلك رئيس هيئة حماية الدستور ماسين إذ أكد "نحن بحاجة إلى الأميركيين" ، والشيء نفسه ينطبق على العديد من المجالات الأخرى. من جهتها ترى صحيفة (شتوتغارتر ناغخيشتن) أن موقف ميركل يعد مؤشرا قويا ، وبشكل غير عادي، على وجود نقطة تحول في السياسة الأوروبية على خلفية العلاقات بين أوروبا والولاياتالمتحدةالجديدة مشرة إلى أنه بالرغم من هذه المواقف يتعين على الطرفين الاستمرار في الحوار . أما صحيفة (إدمر تسايتونغ) فاعتبرت من جانبها أن كلام المستشارة أنغيلا ميركل كان واضحا عندما أكدت أن الولاياتالمتحدة لم تعد شركا موثوقا به مؤكدة على الأوروبيين أن يعتمدوا على أنفسهم ، وهو ماتراه الصحيفة فكرة غير جيدة إلى حد ما ، إذ ترى أن مصالح أوروبا وأمريكا ، ستتضرر ، متسائلة في نفس الوقت عما إذا كان هناك شركاء أفضل لدى أوروبا بعد الصين . وخصصت الصحف السويسرية أبرز تعاليقها للعلاقات بين الولاياتالمتحدة والدول الأوروبية، عقب الجولة الأوروبية الأولى للرئيس الأمريكي. وكتبت (لا تريبيون دو جنيف)، تحت عنوان "ترامب حير الأوروبيين"، أن الرئيس الأمريكي الجديد "بأسلوبه المفاجئ" لم يقترح شيئا لتخفيف التوتر وطمأنة شركائه الأوروبيين، مشيرة إلى أن ترامب الذي "قدم نفسه كمدافع شرس عن دافعي الضرائب الأمريكيين، اتهم في خطابه، الذي جاء على شكل حملة، الحلفاء بأن عليهم مبالغ ضخمة". وفي سياق متصل، لاحظت (24 أور) أن الأوروبيين يأملون في أن تسمح هذه الرحله الأولى لترامب بالخروج من ما يسميه علماء السياسة "الغموض الاستراتيجي"، مشيرة فيما يخص الجانب التجاري في العلاقات بين الولاياتالمتحدة وأوروبا، إلى أن بعض البلدان قلقة من النتائج التي قد تترتب عن الحمائية، بينما "ترى أخرى أن آثار خطط ترامب ستكون بسيطة". وتحت عنوان "الفجوة آخذة في الاتساع بين الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي" كتبت (لوتون) أن القوى الأوروبية "سجلت رسميا الخلاف مع واشنطن بشأن المناخ، مما يشير إلى انهيار الثقة في العلاقات" بين الجانبين. وفي بريطانيا اهتمت الصحف بالحملة الانتخابية للتشريعيات البريطانية، ومستخدم حديقة الحيوان البريطانية الذي قتله أحد نمور الحديقة. وعادت (الغارديان) لأول مناظرة تلفزيونية عن بعد التي عقدت مساء أمس الاثنين بين رئيسة الوزراء البريطانية، تيريزا ماي، ومنافسها، العمالي، جيريمي كوربين، مشيرة إلى أن الزعيمين السياسيين سؤلا على نحو منفصل، وعلى التوالي، من قبل الجمهور والصحفي جيرمي باكسمان أمام الملايين من المشاهدين. وفي سياق متصل أوردت (الديلي تلغراف) أن رئيسة الوزراء البريطانية قالت إنها مستعدة لمغادرة طاولة المفاوضات حول البريكسيت دون التوصل لاتفاق مع الاتحاد الأوروبي، ودعت الناخبين لدعم الحكومة ضد "عدوان" بعض البلدان الأوروبية تجاه بريطانيا، مضيفة أنه "سيكون هناك تفاوض على صفقة مناسبة". أما صحيفة (الديلي ميل) فتطرقت لمأساة قتل نمر أمس الاثنين لأحد حراس حديقة بارك هامرتون في هنتينجتون وسط انجلترا بعد أن باغته الحيوان حيث كان متواجدا، مشيرة إلى أنه تم إخلاء الحديقة وإغلاقها أمام الجمهور بعد هذا الحادث، وأن الحديقة تأسفت لهذه الواقعة، وأكدت أن سلامة الزوار لم تكن أبدا مهددة. وفي إيطاليا، اهتمت الصحف بالمفاوضات الجارية بين الكتل السياسية حول اعتماد قانون انتخابي جديد لمواءمة نظام التصويت في مجلسي النواب والشيوخ، وتصريحات رئيس البنك المركزي الأوروبي، ماريو دراجي، حول النمو بمنطقة الأورو. وأشارت (ريبوبليكا) إلى أن الحزب الديمقراطي (يسار وسط) يواصل لقاءاته مع الأحزاب السياسية الأخرى بما في ذلك حركة خمسة نجوم بزعامة بيبي غريللو (الشعبوي) لعرض القانون الانتخابي الجديد لموائمة أنظمة التصويت بمجلسي النواب والشيوخ يوم خامس يونيو المقبل على البرلمان. أما (كورييري ديلا سيرا) فأوردت تصريحات رئيس البنك المركزي الأوروبي، خلال جلسة استماع أمام لجنة الشؤون الاقتصادية والنقدية في البرلمان الأوروبي، والتي قال فيها إن المخاطر على النمو بمنطقة الأورو لا زالت قائمة، وقد تؤدي لمراجعة التوقعات خلال اجتماع يوم ثامن يونيو المقبل. وفي البرتغال واصلت الصحف اهتمامها بالقمة البرتغالية الإسبانية ال29 التي افتتحت أمس الاثنين بفيلا ريال شمال البرتغال والانتخابات المحلية المقرر إجراؤها في نونبر المقبل. وكتبت (بوبليكو) أن البرتغال وإسبانيا سيقدمان ترشيحات مشتركة للصندوق الاتحادي للمناطق الحدودية برسم الموسم المالي المقبل 2020/2026، بحسب تصريحات رئيس الوزراء، أنطونيو كوستا، في نهاية اليوم الأول من القمة الإيبيرية، التي جمعت في فيلا ريال وفدي البلدين، مشيرا إلى أنه سيتم لهذه الغاية إنشاء مجموعة عمل مكونة من خبراء برتغاليين وإسبان. وعادت (دياريو دي نوتيسياس) لدراسة أنجزت حول تقييم تأثير قانون الانتخابات الإقليمية الجديد، الذي حدد عدد ولايات عمد المدن في ثلاث ولايات، مشيرا إلى أن الإنفاق خلال سنة الانتخابات تراجع بين العمد الذين لن يحق لهم الترشح لولاية جديدة، فيما لوحظت زيادة طفيفة في نسبة المشاركة. وركزت الصحف الفرنسية على زيارة بوتين أمس حيث كتبت (ليبيراسيون) أن الرئيس الفرنسي ونظيره الروسي أطلقا حوارا حول الملفات الساخنة دون تحقيق تقدم ملحوظ وخاصة في سورياوأوكرانيا. من جانبها، اعتبرت (لوفيغارو) تحت عنوان " ماكرون فتح خطا نحو التعاون مع بوتين " أنه في أول لقاء له مع الرئيس الروسي ظهر الرئيس الفرنسي منفتحا على الحرب على الإرهاب لكنه صارم في ما يتعلق بالمبادئ. وأكدت أن الهدف من هذا اللقاء هو إعطاء انطلاقة جديدة للعلاقات الدبلوماسية بين البلدين، التي تأثرت لسنوات بسبب فرض العقوبات الدولية على روسيا، وإلغاء بيع سفن حربية (ميسترال) وتأجيل لزيارة السابقة للرئيس الروسي في أكتوبر ومعركة حلب التي عرفت قصفا للنظام السوري والطائرات الروسية.