عرضت الشرطة، أمس الثلاثاء، سائق ومراقب حافلة دهست طفلا كان في طريقة لمباراة كرة قدم على الوكيل العام للملك، والذي أحالهما بدوره على قاضي التحقيق لتعميق البحث معهما، وكشف أسباب وفاة القاصر إبراهيم السملالي في حادثة مروعة بعد أن مات تحت عجلات حافلة "سيتي– باص"، بحسب مصدر قضائي. وكان الطفل قد توفي مساء الأحد الماضي تحت عجلات حافلة "سيتي – باص" للنقل الحضري بفاس، بعدما ركبها رفقة آخرين للتوجه إلى المركب الرياضي ومتابعة مباراة الوداد الفاسي واتحاد تمارة. وذكر المصدر أن قاضي التحقيق، بعد استماعه ابتدائيا لتصريحات المشبه بهما، قرر متابعة مراقب الحافلة في حالة اعتقال، باعتباره المشتبه الرئيسي في الحادث، حيث جرى إيداعه سجن عين قادوس على ذمة الاعتقال الاحتياطي، فيما تابع سائق الحافلة في حالة سراح بكفالة مالية حددها في مبلغ 5 آلاف درهم. وسيواصل قاضي التحقيق تحقيقاته في الملف خلال جلسة ال15 من شهر يناير من العام الجديد، حيث ينتظر أن يستنطق المشتبه بهما تفصيليا ويستمع لتصريحات الشهود، الذين يوجد من بينهم شهود عائلة الطفل المتوفى، وشهود النفي الذين تعتمد عليهم شركة "سيتي – باص" لتبرئة ذمة مستخدميها المشتبه بهما في وفاة الطفل. من جهة أخرى، أطلق عدد من نشطاء المواقع الاجتماعية بفاس حملة واسعة على الفايسبوك يطلبون من ساكنة المدينة مقاطعة حافلات شركة النقل الحضري غدا الخميس. يذكر أن المحققين وجدوا أنفسهم أمام روايتين متناقضتين، الأولى قدمها زملاء الطفل الذين تتراوح أعمارهم ما بين 13 و16، والذين كانوا برفقته على الحافلة التي كانت ستقلهم من "باب الجياف" بحي فاس الجديد، نحو المركب الرياضي الحسن الثاني، حيث اتهم الأطفال مراقب الحافلة بدفع الطفل لمنعه من الصعود، مما تسبب في سقوطه ودهسه. أما الرواية الثانية المضادة فأوردتها إدارة الشركة "سيتي باص"، دفاعا عن عمالها، وقدمت على لسان شهود النفي الذين قالوا إنهم عاينوا الحادث، وصرحوا للشرطة بأن الطفل عمد إلى تسلق حافلة الخط رقم 42، بعد تحركها ببضعة أمتار من محطة باب الجياف، وبسبب ذلك سقط القاصر وتوفي على الفور.