إنها الحلقة الثانية من سلسلة الملفات التي قررنا في «المساء» فتحها لتسليط الضوء على وضعية مواطنات مغربيات «محتجزات» و«خاضعات» لمافيا الاتجار في الرقيق الأبيض المغربي في دول مختلفة. من عمان، عاصمة الأردن، ننتقل بكم هذا الأسبوع إلى بيروت، عاصمة لبنان، وننقلكم، عبر خطوط شبكة متخصصة في تهجير المغربيات والاتجار في أجسادهن، إلى الوقوف على أوضاع مغربيات جُردن من جوازات السفر واحتُجزن في فنادق وهن مهيآت لتلبية رغبات زبون بمقابل يعود إلى خزائن المافيا المتحكمة في الفتيات... في هذا الملف، تنفرد «المساء» بنشر صور حقيقية لمغربيات بيروت ونسخ من عقود عملهن والتأشيرات التي حصلن عليها... ما هي معابر مافيات الدعارة للوصول بمغربيات إلى بيروت؟ كيف تتواطأ السلطات المغربية مع الشبكات؟ من يقوم بالإجراءات القانونية لبلوغهن بلاد الأرز؟ كيف توزع أرباح الدعارة؟ ما نصيب المغربيات «اليد العاملة» منها؟... أجوبة هذه الأسئلة وغيرها تجدونها في هذا الملف، مرفقة بوثائق تنشرها «المساء»، بشكل حصري، لعقود «عمل» مغربيات، موقعة من المتعاقدين، وهما في الغالب «الراقصة» وصاحب الكباريه، وننشر أيضا تأشيرات تمنحها السفارة اللبنانية بالرباط لفتيات يمتهن مهنا غير معترف بها في المغرب منها «المجالسة» وغيرها. «المساء» حصلت أيضا على نسخ من جوازات سفر مغربيات توجهن على متن الطائرة ذاتها إلى وجهة واحدة: فندق وكباريه يحملان نفس الاسم، وطرن جماعة وهن يحملن تأشيرات و«عقود عمل» مكتوبة عليها مهنٌ غير موجودة في «قاموس المهن المغربية». أين كانت عيون السلطات الأمنية أمام كل هذا؟ سؤال نجيب عنه أيضا في هذا الملف. عائلات الفتيات تعد حلقة مهمة في عملية النخاسة التي تتعرض لها بناتها. «المساء» زارت عددا من هذه العائلات في مدينة الدارالبيضاء ونقلت ما يروج في مخيالها حول وضعية بناتها هناك. الأجوبة تختلف، وبعض العائلات رفضت استقبالنا بشكل قاطع وتبرأت من فلذات أكبادها اللائي رمتهن الحاجة في أحضان «زبائن» يبحثون عن متعة سريعة بسعر باهظ ينتهي إلى خزائن مافيات متخصصة، ويُمنح جزء منه للوسطاء في عمليات إيصال الفتيات إلى «فنادق الدعارة» و«معسكرات الإذلال».