ننقلكم في هذا الملف الأسبوعي من الدارالبيضاء إلى عمان، عاصمة الأردن، عبر خطوط مافيا متخصصة في الاتجار بالفتيات المغربيات، تنقلهن إلى كباريهات المملكة الهاشمية. مُهانات، خانعات، ومُهددات في وجودهن، وفي بعض الأحيان تصل بهن الظروف حد التعرض للقتل ورمي جثثهن في غابات جبل عمان...، هذا هو حال مواطنات مغربيات يعشن محتجزات بعد أن جُردن من جوازات السفر في كباريهات عاصمة الأردن. إليكم التفاصيل... ليس من سمع عن وضعية الشابات المغربيات المحتجزات من قبل مافيات الاتجار في الرقيق الأبيض المغربي بدول خليجية وعربية كمن رأى بأم عينيه ووقف عن كثب على هذه الوضعية المأساوية. «المساء» وقفت عند حالة المغربيات العاملات في كباريهات عمان، ممن وصلن إلى عاصمة الهاشميين عبر خطوط مافيا منظمة متخصصة في تهجير و”بيع” المغربيات إلى شبكات تستغل الفتيات في الدعارة. مُهانات، خانعات، مُحتجزات ومُهددات في وجودهن، وفي بعض الأحيان تصل بهن الظروف حد التعرض للقتل ورمي جثثهن في غابات جبل عمان... هذا هو حال مواطنات مغربيات يعشن محتجزات بعد أن جُردن من جوازات السفر في كباريهات عاصمة الأردن. 1600 شابة مغربية منتشرات في كباريهات الأردن، رقم كشف عنه مسؤول في السفارة المغربية بالأردن، رفض الإفصاح عن هويته. بعض هؤلاء الشابات يشتغلن «فنانات استعراضيات»، يعني «ستريبتيزوز»، أو «مجالسات»، أي يُرفهن عن الزبناء ويعتنين بهم، وبعضهن يجمع بين المهنتين، وغالبيتهن يزدن عليهما مهنة أخرى ثالثة، الأقدم في التاريخ: الدعارة... مُجردات من جوازات سفرهن وممنوعات من الخروج للتسوق أو قضاء حاجتهن دون حراس. الموت يطاردهن، في كل حين، ويتمكن منهن في بعض الأحيان، حين يقرر أحدهم وضع حد لحياة شابة مغربية، راقصة كانت أو «مُجالسة» أو مومسا، وهي حالات تكررت في عمان خلال السنوات الأخيرة. المهن التي حملنها معهن في «عقود العمل» وضممنها إلى جوازات سفرهن ليخترقن بها حواجز الجمركيين بمطار عليا بعمان، تُمكنهن من الاشتغال في مملكة الهاشميين وفق ضوابط تضعها مافيات الاتجار في الرقيق الأبيض المغربي. كيف تصل المغربيات إلى كباريهات عمان؟ «المساء» تتبعت خطوط شبكة متخصصة في تهجير المغربيات وبيعهن إلى أصحاب كباريهات ووسطاء في الدعارة في مملكة الهاشميين، ويتضح تواطؤ نقابة الفنانين الأردنيين ووزارة الثقافة ووزارة الداخلية الأردنية التي تقدم تراخيص بولوج المغربيات إلى البلاد بعقود رسمية. في أقل من سنة رخصت وزارة الثقافة الأردنية لحوالي 1300 فتاة مغربية للعمل بالأراضي الهاشمية على أساس أنهن «فنانات استعراضيات» أو «راقصات»، الكلام لمسؤول في السفارة المغربية بالأردن. تقارير الخارجية الأمريكية الصادرة خلال هذه السنة نبهت المغرب إلى عمليات الاتجار في الرقيق الأبيض المغربي بالأردن، وساءلت المملكتين حول وضعية مواطنات مغربيات شابات في بلد الاستقبال، لكن دون مُجيب... السعوديون يفضلون المغربيات والإماراتيون أيضا، حينما يتعلق الأمر بالخليجيين فلا يمكن لجنسيات أخرى أن تعلو على المغربيات في اختياراتهم، لذلك تجد الشبكات المتخصصة تركز على المغرب في عملها. أبواب سوق الدعارة بعاصمة المملكة الهاشمية مفتوحة على مصراعيها على جنسيات مختلفة، وأضحت عمان قبلة معروفة لظاهرة الاتجار في الرقيق الأبيض، عبر مافيات منظمة، أوربية وعربية، حسب ما تؤكده تقارير صدرت السنة الجارية عن الخارجية الأمريكية والمفوضية الأوربية. روسيات وأوكرانيات ومصريات وسوريات وآسيويات، جميعهن حططن الرحال بالأردن للبحث عن فرص عمل، لكنهن يبقين «دون المستوى» بسبب تعرضهن لمنافسة مغربية شديدة. من خلال هذا الملف تنقلكم «المساء» إلى الأوضاع التي تعيشها هؤلاء المغربيات، حيث تهز المغربيات أردافهن وفق إيقاع مضبوط على مزاج مافيا متحكمة في خيوط العمل هناك. أجواء ليلة في كباريه شهير يطلق عليه العمانيون اسم «جمهورية المغربيات» وأسعار «كراء» المغربيات للزبناء الخليجيين والبرنامج اليومي للمغربية المحتجزة، إضافة إلى قصص مغربيات «هجَّرهن» الفقر قسرا لممارسة الرذيلة... كلها مواضيع تجدونها داخل الملف الذي أنجزناه من قلب كباريهات عمان.