طالب سكان دائرة دبدو، الواقعة تحت النفوذ الترابي لإقليم تاوريرت، الجهات المعنية برفع الضرر عنهم، جراء الحصار المفروض عليهم بسبب اجتياح جحافل الخنازير البرية بأعداد هائلة للمنطقة، وتكاثرها بشكل غير مسبوق في الغابات المجاورة نتيجة الظروف الملائمة لذلك وحمايتها بمنع اصطيادها وقلة الإحاشات التي تشرف عليها المندوبية السامية للمياه والغابات لتحديد نسلها . هذا الحيواني الوحشي عرف نموا مقلقا، حسب بعض الفلاحين المتضررين بالمنطقة، إلى درجة أنه أصبح يزرع الرعب في أوساطهم ويلحق أضرارا جسيمة بالمزروعات والمنتوجات الفلاحية من حبوب وخضر والمغروسات جراء مهاجمته للأشجار المثمرة وإسقاط ثمارها، إضافة إلى أنه بات يقلق راحة السكان لإرغامهم على قضاء الليالي بحقولهم لحراستها والعمل على إبعاده عنها وحماية محاصيلهم الزراعية التي تعتبر مصدر رزقهم الوحيد . وسبق أن هاجم خنزير بري، السنة الماضية، شابا في الثامنة والعشرين من عمره، بجماعة بني سيدال لوطا الواقعة تحت النفوذ الترابي لإقليم الناظور، وتسبب له في جرح غائر على مستوى أسفل البطن بالمنطقة الحساسة لجهازه التناسلي، نقل نتيجة ذلك، بعد وقت متأخر، إلى مستعجلات المستشفى الحسني بالناظور حيث لفظ أنفاسه الأخيرة متأثرا بنزيف دموي. الضحية يتحدر من منطقة أوطاط الحاج بإقليم بولمان ويقيم رفقة عائلته بالجماعة المذكورة حيث كان يرعى ماشيته بمنطقة رعوية بغابة بجماعة تزطوطين القريبة من العروي، شبه خالية من السكان مصحوبا ببعض كلابه التي استفزت أحد الخنازير الموجودة بهذا المكان، والذي هاجم الضحية وسقط مضرجا في دمائه وبقي ينزف دما وسط الغابة، قبل أن يثير انتباه المواطنين الذين نقلوه إلى مستشفى العروي ومنه إلى مستشفى الناظور الإقليمي. سكان المنطقة مستاؤون من تكاثر هذا الحيوان الخطير والمدمر للفلاحة، والذي سجل انتشارا غير مسبوق بسبب منع قتله وهو ما جعل جحافل الخنازير البرية تسود بمنطقة بني سيدال لوطا وبني سيدال الجبل وبني بوغافر، وأصبحت تشكل خطرا على سكان هذه المناطق والفلاحين والرعاة بمجرد ابتعادهم عن تجمعاتهم السكنية، إضافة إلى إتلافه للمنتوجات الفلاحية والمزروعات بالضيعات والحقول. مصادر من المكان أشارت إلى أن سكان المنطقة سبق لهم أن وجهوا العديد من الشكايات إلى السلطات المحلية والمصالح المختصة، مديرية الفلاحة والصيد البحري والمندوبية السامية للمياه والغابات ومحاربة التصحر، طلبوا فيها المسؤولين بحمايتهم وحماية ممتلكاتهم ومنتوجاتهم الفلاحية ومزروعاتهم ووضع حدّ لهذا الحيوان.