لقي الشاب صديق البالغ من العمر حوالي 28 سنة و الساكن بدوار "إقذيما" بتراب جماعة بني سيدال لوطا حتفه منتصف نهار السبت 14 مارس الجاري نتيجة نزيف دموي بعد تعرضه لضربة قوية من قبل خنزير بري غير بعيد عن موطنه. الضحية صديق المتحدر من إقليم تاوريرت و المقيم رفقة عائلته بالدوار المذكور أعلاه كان يرعى ماشيته بمنطقة رعوية شبه خالية من السكان مصحوبا ببعض كلابه التي أثارت غضب أحد الخنازير المتواجدة بهذا المكان ، حيث باغت هذا الخنزير الضحية صديق بضربة قوية تحت بطنه شلت حركته و اسقطته أرضا. و قد تم نقل الضحية نحو مستشفى بلدية العروي من أجل إسعافه، و نظرا لخطورة جرحه تم تحويله صوب المستشفى الحسني بالناظور، إلا أنه فارق الحياة بعد ساعة من وصوله لهذا المستشفى حوالي منتصف النهار بسبب نزيف دموي حاد ناتج عن تقطع عرق محاذي لجهازه التناسلي. و يشكل انتشار جحافيل من الخنازير البرية ببني سيدال لوطا و بني سيدال الجبل و بني بوغافر خطرا محدقا على ساكنة هذه المناطق و بخاصة الممارسين لمهامهم الفلاحية أو الرعوية بعيدا عن مساكنهم ، ناهيك عن ما يلحق مزارعهم و منتوجاتهم الفلاحية من ضياع و إتلاف من قبل هذه الحيوانات الفتاكة. بل و أصبحت هذه الخنازير تقتحم بعض دواوير هذه المناطق ليلا بحثا عن ما تسد به رمقها مما يجعل الساكنة تضرب ألف حساب لمغادرتها و قدومها لمنازلها. ورغم توالي الشكايات من قبل السكان المتضررين لدى السلطات المحلية و المصالح المختصة من مديرية الفلاحة و الصيد البحري و مندوبية المياه و الغابات، إلا أن المشكل يزداد تفاقما يوما بعد يوم. و حتى المجهودات الذاتية التي تبذل من قبل بعض المتضررين من أجل التصدي لهذا الحيوان المزروع في منطقتهم تواجه بتدابير صارمة من قبل المصلحة الوصية على القطاع الغابوي ، حيث تم تغريم أحد الأشخاص سابقا ببويافار بغرامة 4000 درهم نتيجة قتله لخنزيرين دفاعا عن ممتلكاته الفلاحية. ليبقى السؤال مطروحا : لأجل من تحمى هذه الحيوانات التي وصلت مضرتها حد تصفية الارواح.