قال سعيد النخيلي، رئيس فرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بطاطا، إن الخنازير البرية تهدد حياة القرويين، الذين توجد ضيعاتهم الصغيرة بالقرب من المجال الغابوي، فبالإضافة لدوار تزكي إسافن، هناك أيضا دوار تسنت، ودوار تكموت، ودوار مونطة، حيث تتعرض حقولهم باستمرار لهجوم الخنازير البرية، التي تتلف محاصيلهم الزراعية، مضيفا أن مخاطر الخنازير لا تقتصر على ذلك، بل تهدد حياة القرويين، الذين ينتابهم الهلع والخوف بمجرد توصلهم بنبأ ظهور خنزير بالقرب من مناطقهم، فيقفلون أبواب بيوتهم البسيطة، ويختفون من الدوار بأكمله، ولا يبرحون سكناهم إلا بعد مغادرة الخنازير البرية لضيعاتهم، بعد أن يأتي على كل شيء من خضروات وحبوب. وأضاف النخيلي، في تصريح ل"المغربية"، أن "سكان هذه الدواوير يطالبون باستمرار من الجهات المسؤولة التدخل العاجل لقنص هذه الحيوانات الضارة، والحد من انتشارها حفاظا على مورد رزقهم، سيما أنهم يوجدون بين مطرقة الخنازير التي تهدد حياتهم وسندان السلطات التي تمنعهم من قتل هذه الحيوانات البرية الخطيرة، إذ تفرض على كل من قتل خنزيرا بريا غرامة 3000 درهم، تحت ذريعة المحافظة على التوازن البيئي". من جهته، قال مصدر من المديرية الإقليمية للمياه والغابات بطاطا، في اتصال مع "المغربية"، "إن الخنازير البرية تتسبب في أضرار جسيمة بالنسبة للمنتجات الزراعية بالإقليم، إذ تتسلل إلى المساحات المزروعة ليلا، لتأتي على كل شيء وجدته في طريقها من خضروات وحبوب، كما تهاجم حتى السكان، الذين نتوصل بشكاياتهم باستمرار حول هجمات الخنازير البرية لضيعاتهم الفلاحية". وأوضح المصدر ذاته أن منطقة إسافن تعتبر نقطة سوداء لانتشار الخنازير البرية، التي تهدد سكان الدواوير المجاورة للغابة، وأن تكاثر الخنازير بالمنطقة هو نتيجة لعدم التوازن البيئي وانقراض بعض الحيوانات التي كانت تلتهم صغار الخنازير، مشيرا إلى أن المندوبية الإقليمية للمياه والغابات تنظم سنويات العديد من الإحاشات (حملات القنص)، تشرف عليها جمعيات القناصة، الذين يأتون من مدن بعيدة كأكادير وكلميم، ويعملون على صيد الكثير من الخنازير، وأن 10 حملات ستنظم السنة المقبلة للتقليص من عدد الخنازير. وعن الغرامة المالية المفروضة على السكان في حالة اصطيادهم أو قتلهم لخنزير بري، قال المصدر إن هذه الغرامة يفرضها القانون على القرويين، وهي، في الوقت نفسه، حماية لهم، حتى لا يقتربوا من الخنازير الجائعة التي يمكن أن تهاجمهم.