صرح الزاكي عقب مباراة الديربي، بأن الدعوات والأقدار الإلهية كانت مع فريق الرجاء حتى تمكن من تحقيق تعادله، التعادل الذي اعتبره مدرب الفريق أشبه بالخسارة، في حين أشار روماو إلى أن التعادل يكون صعبا، في مثل هذه المناسبات، ولكن حماس اللاعبين أعاد الأمور إلى نصابها، وأعلن بداية سباق جديد نحو اللقب، وكان النبض قبل المباراة قد توقف في مدينة الدارالبيضاء، فقد بدت الشوارع خالية ساعة اللقاء، إذ توافدت منذ الصباح الباكر أعداد غفيرة من مشجعي الفريقين من مناطق مختلفة في المغرب من أجل حضور الكلاسيكو 107 الذي انتظره الجمهور طويلا. كان اللقاء قويا جدا، فقد بادر فريق الرجاء إلى شن هجومات على مرمى الوداد، وكانت نوايا روماو هجومية لإرباك الخصم. هذه المرة فضل المدرب الرجاوي أن يستعين بخبرة العائد جريندو لقيادة الديربي للمرة السابعة عشرة، وهو الذي تمرس كثيرا على مثل هذه المباريات، وأقحم العلودي لخلق التسربات الهجومية، في وقت فضل فيه الزاكي أن يخرج عن مبدأ التناوب بين الحراس، واختار نادر لمياغري لحراسة المرمى، وأقحم أيت العريف كرجل وسط هجومي. كان بادو يحاول ما أمكن أن يربك قراءة روماو للقاء، أدرك الزاكي دقائق قليلة على بداية المباراة أن فريق الرجاء يراهن على العودة بقوة إلى سباق البطولة من خلال تحقيق نتيجة إيجابية خلال ديربي كان من الممكن أن تنهي فيه خسارة الرجاء حبل الود بين الفريق ومدربه. ومضى اللقاء في شوطه الأول راسما هدف التقدم الودادي، وظل الجمهور ينتظر لحظة بلحظة جديد الشوط الثاني الذي حمل في دقائقه الأخيرة هدف التعادل الرجاوي، الهدف الذي تغنى به جمهور الرجاء طويلا، أسعد الرجاء، أراح رجال الأمن، وأجل فرحة الوداد. لقد كان اللقاء قويا، مثيرا، استطاع أن يحقق الفرجة المطلوبة فوق رقعة الملعب وهي التي كانت تتحقق فقط في المدرجات قبل موسمين من الآن. لقد حظي ديربي البيضاء بمواكبة إعلامية شاملة، حيث حضره صحافيون أجانب من بلدان مختلفة. وقد اهتمت الصحافة الفرنسية المكتوبة بالحدث، إذ زارت حي درب السلطان، ووقفت على درجة الاستعداد لاستقبال الديربي ثلاثة أيام قبل موعد المباراة، وأجرت لقاءات مباشرة مع الجمهور وبعض الرياضيين القدامى الذين شاركوا في الديربي، كما اهتمت بوسائل التشجيع المعروضة في السوق البيضاوي، في بادرة هي الأولى من نوعها إذ اقتصرت مثل هذه التحقيقات من قبل على الصحافة المرئية والمسموعة. وقد شكلت مباراة الديربي الحدث الأبرز على الساحة الرياضية، إذ استنفر أزيد من 3500 رجل أمن معززين ب 120 فردا من حراس الأمن الخاص، وقدمت تعليمات صارمة لمراقبة مجريات اللقاء ومنع كل مظاهر الشغب، فقد تم تخصيص حافلات إضافية من نقل المدينة لتسهيل عملية تنقل المتفرجين، يرافقها عناصر من فرقة الصقور لإحباط كل مظاهر الفوضى. وقد تابع العديد من عناصر الشرطة القضائية المباراة من المدرجات، رغبة منهم في تحقيق النظام المطلوب، كما شهدت مدينة البيضاء هدوءا كبيرا، ولم يتم تسجيل حالات شغب، إذ توزع رجال الأمن والقوات المساعدة أمام المحلات التجارية، وتم تشديد المراقبة حول مدار الحافلات بوسط المدينة، وقد ارتفع ثمن التذاكر في السوق السوداء، وضخ اللقاء أزيد من 120 مليون سنتيم في خزينة الرجاء، ونجح الديربي في إعادة الروح إلى كرة القدم الوطنية، إذ عاد الحديث من جديد عن الكرة المغربية، وعاد معها الجمهور إلى مدرجات الملاعب، بعد أن هجرها لفترة، بعد النتائج الخجولة للمنتخب المغربي في الإقصائيات الأخيرة.