أجل فريق الوداد احتفال الرجاء المبكر بلقب البطولة، بعد أن هزم غريمه التقليدي بهدف لصفر من توقيع المهاجم جويعة في الدقيقة الثالثة من زمن الديربي رقم 106 الذي جمعهما أول أمس الأحد برسم الدورة 26 من الدوري الأول للمجموعة الوطنية للنخبة، الذي عرف جدلا حول تحكيم الحكم الدولي خليل الرويسي خاصة بعد طرد المدافع أولحاج في الدقيقة التاسعة من الجولة الأولى. ورغم الأداء الباهت للفريقين على أرضية الملعب إلا أن الجمهور كان في مستوى أجواء هذا الحفل الكروي الذي رسم من خلاله أنصار الغريمين صورة حضارية في التشجيع زينت مدرجات مركب محمد الخامس بلوحات بتقنية عالية أبهرت الجميع. ودخل الوداد هذا الحدث بقوة مستغلا الطراوة البدنية التي اكتسبها لاعبوه بعد خوضهم للعديد من المباريات الحاسمة دون توقف، متعاملا مع الديربي 106، ليؤجل بذلك فرحة الرجاء باعتلاء منصة التتويج إلى موعد لاحق. وحقق الوداد هذا التفوق بعدما كان الأفضل بدنيا وذهنيا مستغلا في ذلك ارتباك لاعبي الرجاء بعد تلقي شباكهم لهدف مبكر وطرد أولحاج لاعب وسط الميدان، كما أن لاعبي الفريق الأحمر خاضوا اللقاء بهدوء كبير وبتركيز محكم عمدوا من خلالهما إلى تنظيم العمليات الهجومية بدء من الدفاع ومرورا بالوسط الذي تكفل لاعبوه بتهيئ الفرص لزملائهم في الهجوم لكن هؤلاء فشلوا في الرفع من حصة المباراة. ويبدو أن الرجاء تأثر كثيرا بتوقف الدوري الوطني، حيث خاض لاعبوه الديربي بلياقة بدنية ضعيفة وظهر معظمهم في حالات شرود ذهني عميق ودون تركيز، بعد تأثرهم الكبير بالهدف المبكر لجويعة وطرد أولحاج، خاصة أن روماو مدرب الرجاء فشل في وضع وصفة ناجعة لعودة لاعبيه في اللقاء، بعدما وجد صعوبات كبيرة في رسم تكتيك محكم لاستدراك الموقف واكتفى عوض ذلك بالاعتماد على التمريرات العرضية في اتجاه محمد أرمومن الذي كان محاطا في كل مناسبة بلاعبين وأحيانا بثلاثة، مما سهل من مأمورية دفاع الوداد في التصدي لكل محاولات الرجاء، وفوت على زملاء عبد اللطيف جريندو فرصة تنظيم عمليات هجومية محكمة توصلهم إلى شباك نادر لمياغري حارس الوداد الذي ظل في راحة مطلقة. ولم ترق العروض الفنية التي قدمها لاعبو الرجاء والوداد إلى المستوى المنتظر من عشاق الغريمين، بعدما سيطرت الوصفات التكتيكية التي رسمها مدربو الفريقين خوفا من الطوارئ التي يمكن أن تربك حساباتهم، خاصة بادو الزاكي مدرب الوداد الذي فضل اللعب بهدوء للحفاظ على هدف التقدم الذي جاء مبكرا وعدم المغامرة في البحث عن أهداف أخرى يمكن أن تعطي للمنافس مساحات فارغة قد يستغلها في استدراك الموقف، بينما اختلطت أوراق روماو في خوض اللقاء بحذر خاصة وأنه دخل المواجهة وفي نيته أن التعادل يكفيه للاستعداد للتتويج، وذلك بعد تلقي فريقه لهدف مبكر وتعرض أولحاج للطرد. وأكد بادو الزاكي مدرب الوداد في الندوة الصحفية التي أعقبت الديربي 106 أن تحكيم خالد الرويسي كان في مستوى القمة وأن قراراته كانت صائبة بما فيها طرد محمد أولحاج لاعب الرجاء، مبرزا أن إحراز فريقه لهدف مبكر وتعرض الرجاء للنقص العددي سهل من مأمورية فريقه في التحكم في مجريات اللقاء وخوض المواجهة بذكاء، خاصة أن الرجاء برأيه، تأثر كثيرا بهذه الأحداث وأصبح شاردا في المباراة ودون تركيز. وأبرز الزاكي أنه كان بإمكان ناديه كسب اللقاء بحصة أكبر لكنه فضل عوض ذلك الحفاظ على التفوق، خاصة بعدما وقف على أنه من الصعب على الرجاء بلوغ مرمى لمياغري في ظل الرسم التكتيكي الذي عمد إلى وضعه روماو لاستدراك الموقف، وذلك بإرسال الكرات العرضية بحثا عن محمد أرمومن الذي كان من الصعب عليه التحكم في الكرة، في ظل وجود مدافعين من حجم هشام اللويسي وفوزي لبرازي وعصام عدوة. ورفض البرتغالي خوصي روماو مدرب الرجاء الرد على سؤال وجهته «المساء» بخصوص تأثر ناديه بتوقف الدوري وبروزه في الديربي بوجه غير مشرف بعدما قدم لاعبوه عرضا باهتا على المستوى البدني والتكتيكي، مكتفيا بالقول إنه الأحق بالاطلاع على ضعف لاعبيه كما أنه ذكر أن مثل هذه الأشياء لا تروقه بما أنها برأيه بمثابة انتقادات في حقه. وعوض ذلك عبر روماو من خلال رده عن أسئلة الزملاء، عن ارتياحه للعرض الذي قدمه لاعبوه في مباراتهم مع الوداد، مبرزا أن منطق كرة القدم يفرض الهزيمة والتعادل والفوز وكلها إفرازات تتحكم فيها العديد من الضوابط. مبرزا أنه وضع خطة مناسبة لملاقاة الوداد لكن وقوع بعض الطوارئ مثل استقبال فريقه لهدف مبكر وخوض 80 دقيقة من اللقاء بعشرة لاعبين أربك بعض حساباته. وصرح روماو أنه رغم ذلك ناور لاعبوه بشكل جيد وقاموا بالعديد من المحاولات لاستدراك الموقف لكن الحظ على حد قوله لم يحالفهم في إحراز هدف التعادل، معتبرا أن النتيجة عادية يجب نسيانها والتفكير في المستقبل. ورفض روماو التعليق على التحكيم تاركا للصحافة القيام بالنقد في هذا الموضوع. الديربي مداخيل وإصابات حطم الديربي 106 الذي جمع أول أمس الأحد الرجاء بغريمه الوداد الرقم القياسي من حيث المداخيل بعدما وصل حجم العائدات إلى ما يفوق 170 مليون سنتيم تقريبا في انتظار الوقوف على الرقم النهائي حينما يتم التوصل بقيم مبيعات التذاكر التي بيعت بمجموعة المحلات التجارية حانوتي، وبذلك تتجاوز أرباح الرجاء من مباراة أول أمس الأحد الرقم الموجود بحوزة الوداد في ديربي سابق حين تعدت المداخل 162 مليون سنتيم . وجاءت هذه المداخيل من مبيعات 47 ألف تذكرة طبعها مسيرو الرجاء للغرض نفسه. وعرف قسم المستعجلات بالمستشفى الجامعي ابن رشد، إقبالا خلال الديربي، حيث سجلت حالات إصابة متفاوتة الخطورة في صفوف مناصري الرجاء والوداد، وقال مسؤول المداومة ل»المساء» إنه إلى حدود الساعة السابعة من مساء أول أمس الأحد بلغ عدد المصابين 14 حالة منها 9 حالات إصابة في صفوف الرجاويين منها حالتان في وضعية خطيرة تطلبت تدخلا طبيا عاجلا تحت العناية المركزة، وأضاف المصدر ذاته أن حالات أخرى عرضت على مصحات خصوصية بينما يخشى بعض المصابين من التوجه إلى المستشفى خوفا من الدخول في متاهة التحقيق البوليسي.