رجمت حمم مشتعلة، ليلة أول أمس الأحد حوالي الساعة الواحدة بعد منتصف الليل، البراريك والمنازل المجاورة لسوق المتلاشيات سيدي مومن بالدار البيضاء، بعدما اندلع حريق مهول بالسوق وحول 40 محلا تجاريا من أصل 160 إلى رماد، مخلفا خسائر فادحة قدرت بنحو 200 مليون سنتيم بالسوق المذكور، وناشرا الهلع وسط مئات السكان الذين غادروا منازلهم هربا من خطر الحريق الذي تصاعدت ألسنته إلى السماء وسط تكبيرات السكان الذين فوجئوا به, فيما ظلت راجمات حارقة تتساقط بفعل قوة الحريق الذي استمر لساعات. وأكدت مصادر «المساء» أن السلطات المحلية والمسؤولة ضربت موعدا للتجار المتضررين، صباح أمس الاثنين، على أساس أن يتم الوقوف على حجم الخسائر الحقيقية في الوقت الذي تم فتح تحقيق لمعرفة أسبابه الرئيسية. وقد عاينت «المساء» هذا الحريق الذي تجندت له مجموعة من شاحنات الإطفاء التي التحقت بعد حوالي ساعة من اندلاعه، وسط سخط التجار، حيث وجدت صعوبة بالغة في السيطرة عليه في البداية بسبب سرعة انتشاره لوجود مواد سريعة الاشتعال مثل «دوليو» و.. غير أنها تمكنت من تطويقه وإخماده قبل الفجر. وعن أسباب هذا الحريق، أكد عدد من السكان المجاورين للسوق ل«المساء» أنه سمع دوي انفجار قوي، وهو ما يؤكد أن الحريق ناتج عن انفجار قنينة غاز من الحجم الصغير، التي توجد بعدد من المحلات التجارية بهذا السوق الذي يضم عددا كبيرا من محلات بيع المتلاشيات (الخشب، الألمنيوم، الأثاث..). ووصف تجار الحادث بأنه «كارثة» بجميع المقاييس، إذ إن مئات الأسر والعائلات تعيل ذويها من نشاطها بهذا السوق، علما أن هذا الحريق يعد الخامس من نوعه وتظل أسبابه الحقيقية مجهولة. مصادر عليمة أفادت «المساء» أن قوة النيران وتصاعد ألسنتها وجدت معها عناصر الوقاية المدنية التي حلت بكثافة صعوبة في مكافحتها خاصة في ظل «تواضع» الوسائل المعتمدة، والتي تظل «غير كافية» للسيطرة على مثل هذه الحرائق التي تشكل خطرا كبيرا على عناصر الوقاية المدنية. ولحسن الحظ لم يخلف الحريق خسائر في الأرواح باستثناء الخسائر المادية التي وصفت بأنها «فادحة» بالنسبة إلى أصحاب المحلات التجارية الموجودة بالسوق، علما أن بعض التجار تمكنوا من تقليص الخسائر بعدما عمدوا إلى إخراج بعض بضائعهم من المحلات تزامنا مع الحريق.